مغارات الكنوز في الكويت!.. يكتب وليد الغانم
زاوية الكتابكتب أغسطس 8, 2015, 12:54 ص 678 مشاهدات 0
القبس
يقاتلون لكرسي الجمعية التعاونية
وليد عبدالله الغانم
فضائح مستمرة تكشفها لنا الايام عن بعض مجالس ادارات الجمعيات التعاونية في مختلف المناطق، لقد اصبح كرسي مجلس ادارة جمعية تعاونية بمنزلة مغارة لكنوز من ملايين المساهمين، التي تتسابق بعض الجمعيات لنهبها أشكره أنكره.
الحيلة والغش والرشوة والتلاعب بالقرارات الادارية، وسوء توزيع المحال، والتراخي في تحصيل الايجارات، وتعيين الاصدقاء والربع، وابتزاز الشركات وتوريد بضائع تالفة، وانشاء معاملات وهمية باسماء زوجات واقارب البعض، وحتى السرقات الواضحة، كلها مخالفات كارثية، وقعت ولا تزال تمارس في بعض الجمعيات التعاونية، التي حولها بعض الاعضاء الى ممتلكات خاصة، يعيثون فيها فساداً بلا حسيب ولا رقيب.
بعض المساهمين شركاء في هذه الاعمال الفاسدة للجمعيات، بسبب ترشيحهم اناسا غير اكفاء ويفتقرون الى الامانة والخبرة المناسبة، ويختارونهم فقط من باب الفزعة، أفلا يعلم هؤلاء أن انتخابهم شخصاً غير كفوء يجعلهم شركاء معه في جرائمه وخيانته وسرقاته من أموال الناس وقبوله الرشوة لاجل منصبه؟
وزارة الشؤون هي الأخرى شريكة بشكل ما، ومن سنوات مضت في هذه الفوضى، بسبب ضعف رقابتها على القطاع التعاوني، وتواطؤ بعض موظفيها سابقاً في عمليات التلاعب والاحتيال، وتبادل المصالح مع الجمعيات الفاسدة، وخضوع بعض القياديين المعنيين، بمن فيهم وزراء سابقون، لضغوطات نحو غض الطرف عن مخالفات مجالس ادارات الجمعيات، واصبح موضوع مراقبة ومحاسبة الجمعيات التعاونية يخضع لمزاج قياديي الشؤون وذمتهم، وطبعاً الحديث عن اتحاد الجمعيات وسوالفه شأن لا ينتهي.
فكرة الجمعيات التعاونية رائدة، وتستحق من الدولة رعايتها والاهتمام بها لمنافعها العديدة للاهالي وفي المناطق، واننا نخشى ان تترك الفوضى مستمرة في هذا القطاع الكبير لأجل التسويق والتبرير لنظام خصخصة تنفيعي فاشل، تستفيد منه القلة القليلة من الاثرياء والشركات الكبرى على حساب المواطن البسيط.. بقالة صغيرة أو مطعم متواضع في اي بقعة بالكويت يدر على أصحابه أرباحاً مجزية، فكيف للجمعيات التعاونية الضخمة ان تخسر ويهلك رأسمالها؟ ألا تخافون الله في أماناتكم.. والله الموفق.
إضاءة تاريخية: 1990 اثناء الغزو العراقي للكويت، بلغ مجموع الديون والقروض التي اسقطتها الدول المختلفة عن جمهورية مصر، بالاضافة للمنح والهبات التي اعطيت لها 20 مليار دولار، وكان الرئيس المصري حينها حسني مبارك، اعلن في 1991ــ 3 ــ 20 أن خسائر مصر من غزو الكويت للعراق بلغت 20 مليار دولار.
تعليقات