الصنيع الجبار للشيخ صباح ناصر الصباح!.. بقلم محمد الشيباني
زاوية الكتابكتب أغسطس 8, 2015, 12:32 ص 585 مشاهدات 0
القبس
بو ناصر.. لن ننساك
د. محمد بن إبراهيم الشيباني
الشيخ صباح ناصر الصباح رحمة الله عليك حياً وميتاً، لن ننساك مع من نسوك في زحمة المعايش الحياتية الشاغلة واللاهية والصارفة عن أمور كثيرة مهمات رئيسية، لن يموت الوفاء بين الأصحاب والخلان، لاسيما من لهم حق علينا من رجالات الكويت الذين رحلوا، فحقهم علينا كبير معاشر المواطنين، بل وحقهم على الكويت التي أرجعوها إلى أهلها بعد كرم الله وعونه ومنته.
كيف ننساك وكنت في كل ليل ونهار مع الكويتيين في مناطقهم تجوبها طولاً بعرض، تمدهم بالمال وتحثهم على الرباط، وتشجعهم على العمل والنشاط في المقاومة المدنية لخدمة المرابطين الباقين، والعراقيون يطاردونك في كل مكان، كنت شعلة لم تنطفئ طيلة أيام الاحتلال تجتمع مع اللجان الوطنية في كل مناطق الكويت تنسق بينها وتربط بعضها ببعض، ثم تربطهم بحكومتهم في الطائف.
وفرت المال ووفرت الهواتف (ستلايت فون) واستطعنا من خلالها الاتصال بالعالم الخارجي حتى أميركا ومعرفة الدور الدبلوماسي الذي كانت تلعبه الدبلوماسية الكويتية هناك، فكان دور أخيك سعود الناصر (رحمه الله) لا يقل عن دورك، فأنت في المقاومة الوطنية في الداخل وهو في المقاومة الوطنية الدبلوماسية في الخارج، فدوركما لا تنساه الكويت وأهلها، ومخذول من ينسى لكما ذلك الصنيع الكبير الجبار.
حاولت قدر المستطاع أن أذكر بك في كل مناسبة، لا سيما المناسبة السنوية التي كنت تقيمها للمرابطين ورجالات المقاومتين المدنية والعسكرية الأحياء منهم خاصة حتى توقفت بلا إرادة منك.
على كل حال شكر الله سعيك وآجرك وجعل ذلك في ميزان حسناتك عندما تلقى محمداً وحزبه.
سجلت في كتابي «كيفان أيام الاحتلال 1/2» كثيراً من الحوادث اليومية التي مرت بنا معاشر البشر الباقين تحت الاحتلال العراقي في الأشهر السبعة من الاحتلال، وكانت لقاءاتي بأبي ناصر الشيخ صباح الناصر كثيرة لا تنقطع، لا سيما عندما كان في كيفان في بيت الفلاح والمنصور وبيوتات كثيرة في الكويت مثل بيتي محمد العماني في النزهة وبيت خالد العتيقي وغيرهما كثير، كان يختبئ من العراقيين لأنه كان من المطلوبين الأوائل الكبار، إذ كان لرأسه قيمة كبيرة عندهم، فنجاه الله منهم بفضله وكرمه ثم جهود المحبين له من أهل الكويت,
عندما سألته يوماً عن عدد البيوت التي مر عليها في الكويت قال: إنها قرابة أربعة عشر بيتاً وكان معي زوجتي أم ناصر باستمرار، وكان الأهالي خير سند وعون لنا في تجوالنا هذا، الكل يتمنى أن نكون عنده، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على معدن هذا الشعب المضياف الكريم الطيب.
رحمك الله أبا ناصر برحمته الواسعة وجعل قبرك روضة من رياض الجنة ومن مات معك من رفاق السلاح والوطنية. والله المستعان.
• المكتبة الخاصة
كانت اللجنة العليا لإدارة البلاد تجتمع في مكتبتي الخاصة في كيفان كل يوم سبت، وكان أعضاؤها الشيخ صباح الناصر، الفريق محمد البدر، الشيخ علي السالم، فيصل المرزوق، جاسم العون.
تعليقات