المسلمون وخرافات الجهل والتخلف!.. بقلم وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 907 مشاهدات 0


الراي

نسمات  /  لا طائفية ولا صوفية.. بل توحيد وعقلانية

د. وائل الحساوي

 

ديننا الاسلامي هو دين التوحيد، وجميع ما نفعله في حياتنا يعزز رسالة التوحيد، ويجب على كل مسلم ان يشكل حياته لتنسجم مع رسالة التوحيد العظيمة، والتوحيد لا يعني نطق الشهادتين فقط او تكرار الصلوات فقط ولكن يرفض اشراك اي معبود في الحياة مع الله.

ومن يتتبع المنهج الاسلامي يجد بأن كل سكنة او حركة في حياة المسلم تنسجم مع توحيده لله تعالى ورفضه لاي نوع من انواع الشرك مهما كان خفيا.

يكذب كل من يقول بتحريم زيارة القبور، بل امر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بأنها تذكر بالآخرة، ولكن المحرم هو الاعتقاد لتفريج الكربات واجابة الدعوات لانهم قد افضوا الى ما قدموا وهم بحاجة الى دعاء الناس لهم لا تلبية حاجاتهم!!

والادلة من القرآن والسنة على ذلك اكثر من ان تحصى، يقول الله تعالى: (قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا، اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه، ان عذاب ربك كان محذورا».

وهؤلاء الذين كانوا يدعونهم، كانوا رجالا صالحين ماتوا.

وقال الله تعالى على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم: «قل لا املك لنفسي نفعا ولا ضرا الا ما شاء الله، ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء»، والادلة اكثر من ان تحصى.

اذا فيجب ان نقر ونعترف بأن ما يجري في كثير من بلدان العالم من مظاهر للتوسل بالاموات وطلب تفريج الكربات منهم تتنافى مع ابسط مبادئ الاسلام، وان وراء ذلك فئات تستفيد منه وتفرضه على الناس، فرسالة التوحيد واضحة ويدركها الصغير قبل الكبير ويمكن ادراكها بالبصيرة قبل العقل، ولا يمكن لامة فضلها الله على العالمين ان تعيش في ظلها من دعاء للاموات وتوسل اليهم بكشف الضر وتفريج الكرب ان تقوم بها!!

زرنا مسجدا للامام عبد القادر الجيلاني في بغداد قبل عدة سنوات، فوجدنا فيه ضريحا كبيرا احتل نصف المسجد وفيه سدنة لهذا الضريح همهم الكذب على الناس ورواية القصص الغريبة حول امامهم، ومن تلك القصص ما رواه احد السدنة واخذ يكرره على كل من يدخل المسجد عن انسان حاقد في الهند شتم الجيلاني، فاذا بحذاء الجيلاني يخرج من العراق الى الهند ليصيب الشاتم، ولا ادري ما حجم الاصابة التي اصابته وهل كان ذلك بمدفع بازوكا او بصاروخ سكود!!

الى متى يعيش المسلمون هذا الجهل والتخلف بهذه الخرافات بينما واقعهم المؤلم يزداد تألما وتدهورا، كما قال الشاعر حافظ ابراهيم:

احياؤنا لا يرزقون بدرهم

وبألف ألف ترزق الأموات

من لي بحظ النائمين بحفرة

قامت على أحجارها الصلوات؟!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك