سنة الانعتاق من عبودية اقتصاد الكويت للنفط!.. بقلم وائل الحساوي
زاوية الكتابكتب يوليو 30, 2015, 1 ص 1179 مشاهدات 0
الراي
نسمات / فوائض 15 عاما.. ماذا فعلتم بها؟!
د. وائل الحساوي
نشكر وزير المالية السيد أنس الصالح على الشفافية في كشف حجم العجز في ميزانية 2014/ 2015 والتي قدرها بـ 2.7 مليار دينار، وهي نتيجة طبيعية لانخفاض أسعار النفط إلى أكثر من النصف خلال أقل من عام، بالرغم من أن الميزانية قد دخل جزء منها في فترة ارتفاع أسعار النفط ووجود الفائض المالي للدولة مما خفف من حجم العجز!!
تكلم الوزير كذلك عن احتمال لجوء الكويت إلى إصدار سندات لسد العجز في الميزانية، ولكن السؤال الذي لم يجب عنه الوزير هو عن مصير الفوائض المالية التي حققتها الكويتي خلال 15 عاماً من ارتفاع أسعار النفط والتي قدرتها وكالة «فرانس برس» - استناداً إلى أرقام رسمية - بـ 92.5 مليار دينار.
نحن على يقين بأن حصّالتنا التي وضعنا فيها «القرش الأبيض» لابد أن تنفعنا في «اليوم الأسود» الذي نعيشه الآن.
وقد نشرت جهات رسمية في بداية عام 2015 إحصائية تشير إلى ارتفاع الاحتياطيات الكويتية إلى 179.2 مليار دينار بنهاية 2014/ 2015 وهذا مبلغ كبير يتجاوز الـ 590 مليار دولار.
لو قسمنا هذا المبلغ على العجز السنوي لأمكن تغطية العجز لفترة 66 سنة، إذا فيجب عدم- الفزع وإشعار الناس باليأس بسبب عجز الميزانية، ولكن في الوقت نفسه لابد من التخطيط الحقيقي لسد ذلك العجز الذي لو استمر لسنوات فإننا سنجد أنفسنا في نفس وضع اليونان التي بدأت تستجدي العالم لإنقاذها بعدما ورطت نفسها في ديون كبيرة لا تستطيع سدادها، فقد زادت نسبة الانفاق العام بنسبة 13.3 في المئة عن إجمالي الانفاق في السنة الماضية، كما أن مشاريع خطة التنمية التي أقرها المجلس ستشفط مليارات الدنانير لتنفيذها!!
منذ أن تم اكتشاف النفط ونحن نتحدث عن ضرورة إيجاد البدائل لكي لا نجد أنفسنا في ورطة بسبب التذبذب في أسواق النفط والفوضى الخلاقة، ولكن عمك أصمخ، ونعيش في (أماني) لا نهاية لها.
دعونا نعلن عام 2015 سنة الانعتاق من العبودية للنفط، ونعيد التخطيط لكويت لا تعتمد على إنتاج النفط، وهذا الأمر صعب ولكنه ليس مستحيلاً، فهذه إمارة دبي قد سعت لتنويع مصادر دخلها حتى أصبح يفوق نصف دخلها.
أخيراً فلابد للحكومة من حملة ترشيد الانفاق لكي يعرف الناس ما ينتظرهم في المستقبل القريب، ولكي لا نفاجأ بقرارات حكومية متسرعة تتسبب بالنقمة عليهم، ولابد أن يبدأ كبار المسؤولين بأنفسهم لكي يكونوا قدوة للآخرين، وليكن همنا الأول سد الأبواب التي يتسرب منها المال بسبب الفساد المالي والبذخ وسوء الانفاق قبل القفز إلى جيب المواطن وإلزامه بتسديد فاتورة الفساد!!
الراي
تعليقات