التحديث لا يعني تحديث العقوبات فقط!.. بنظر ندى المطوع

زاوية الكتاب

كتب 382 مشاهدات 0


الجريدة

قضايا تستحق الاهتمام

د. ندى سليمان المطوع

 

أظهرت نتائج دراسة أجريناها مؤخراً بعد إجراء مقابلات شخصية مع مجموعة من الشباب المبادرين أن الصعوبات التي تواجه الشاب الراغب في إنشاء مشروعه الخاص صعوبة الحصول على رأس المال لتمويل المشروع،  وصعوبة إيجاد قنوات لتسويق المنتجات، والسبب يكمن في التعاون المستمر لصاحب المشروع مع المعارض بسبب ارتفاع أسعار المحلات التجارية وغياب الاستراتيجيات التي تخفف الأعباء المالية على الشباب من أصحاب المشاريع، الأمر الذي يؤدي إلى غياب الآلية التي توصل المنتج إلى الأسواق المحلية والإقليمية، بالإضافة إلى عوامل أخرى كانعدام الحوافز للانخراط في النشاط التجاري، وغياب الدعم الاجتماعي، وصعوبة إجراءات حفظ الملكية الفكرية وحقوق الامتياز، عوامل عديدة تستدعي البحث والاهتمام، ولا يمكننا إهمال أهمية العدالة الاقتصادية.
• هل لدينا آلية خاصة لاختبار مدى فاعلية المساعي الاستراتيجية في كتابة القوانين؟ أين ذهبت جهود المستشارين والباحثين في المجال الإعلامي والحقوقي والإداري أيضاً، وهي كفاءات وطاقات تعج بها وزارات الدولة؟ هناك فهم خاطئ للتطور التكنولوجي، فالتحديث لا يعني تحديث العقوبات فحسب إنما تحديث القوانين لحماية المواطن من الوقوع بالمحظور. أقول ذلك بعدما بادرت إحدى شركات القطاع الخاص باستحداث وثيقة تعهد تنص على حظر استخدام اسم الشركة أو كل ما يرتبط بها من أخبار وإحصائيات وصور بوسائل التواصل الاجتماعي.
الطريف في الأمر أن الشركة متخصصة بالملابس والأغذية، والأطرف أيضا أن القانون فرض عليها من الشركة الأجنبية الأم، وإحدى الدول الخليجية أيضا قامت بتوفير «الإنترنت المجاني» بالمجمعات التجارية ليصبح في متناول الجميع لكنها بالمقابل استحدثت شروطاً منها التعهد بعدم استخدام الإنترنت في الإساءة أو العنف.
• في مسجد الإمام الصادق بمنطقة الصوابر وفي قلب مدينة الكويت استهدف الإرهاب عاصمة الإنسانية وذهب ضحاياه من شباب المسلمين، وتساءلنا حينئذ: هل كان المقصود ضرب العمل الإنساني الذي أنقذ حياة الأرواح من النساء والأطفال بالمخيمات التي احتضنت الفارين من جحيم الحروب؟ أم المقصود إثارة الرعب في المساجد وبيوت الله؟
اليوم وبعدما هدأت الأنفس علينا أن نحسم أموراً عديدة، ونتعامل مع قضايا حيوية قد تتحول إلى قنابل موقوتة، أبرزها قضية عديمي الجنسية لأنها تحتوي على فئة كبيرة من الشباب الراغبين في تعديل وضعهم لاستكمال تعليمهم والحصول على أبسط أسس العيش الكريم، وعلينا أيضا حسم ذلك العدد المتزايد من العمالة الموجودة بشكل غير رسمي، والتي جاءت ببطاقات زيارة ثم اجتذبها العلاج المجاني، واتخذت من المستشفيات فنادق إلى أجل غير مسمى، والأخرى التي اختارت أن تعيش بمستوى متدنٍّ جداً لتنتج جيلاً جاهلاً لم ولن يتعلم.
• أنا حاليا موجودة في باريس لحضور التدريب العملي لطلبة الدكتوراه بجامعة والدن، بالإضافة الى حضور ورش العمل للتعليم الإلكتروني، وضمن المشاركين مدرسون من أبرز الجامعات أبهروا الجميع بتواضعهم وابتعادهم عن كلمة دكتور وبروفيسور وحرصهم على مناداتهم بأسمائهم الأولى، فصنعوا بتواضعهم لأنفسهم التقدير والاحترام.

الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك