عن التحوّل التركي- يكتب زايد الزيد

الخلاصة

التحوّل التركي

زايد الزيد

دخلت الأوضاع في تركيا منعطفا هاما وخطيرا بعد أن بدأت أنقرة حربا عسكرية ضد منظمتي «داعش وبي كا كا» الارهابيتين، عقب عملية ارهابية تمت الأسبوع الماضي في داخل الأراضي التركية راح ضحيتها نحو 30 من مواطنيها، تلى ذلك عمليات خطف وقتل من قبل تابعين لمنظمة «بي كا كا» وتحديدا من خلال حزب العمال الكردستاني، وفقا لما ذكره مسؤولو الحكومة التركية، وهو ما دعاها لقصف معسكرات «بي كا كا» شمال العراق بالاضافة لقصف مقرات لتنظيم داعش داخل الأراضي السورية مع فرض منطقة حظر طيران جزئي بالاتفاق مع الادارة الأميركية .

تلك الأمور مجتمعة، تعد بلا شك تحولا هامة في خارطة التعامل مع الملف السوري، لا سيما أن تركيا ومنذ أواخر العام الماضي ومع بدء أعمال التحالف الدولي المتدخل في سوريا بقيادة الولايات المتحدة الامريكية كانت ترفض الدخول فيه لأن التحالف موجه فقط ضد داعش وجبهة النصرة، وهو ما كانت تركيا تعتبره مضيعة للوقت وتعتبر ان الارهاب لا ينحصر فقط بتلك المنظمتين بل أيضا يمتد ليشمل النظام السوري والميليشيات الداعمة له على الأرض، ولكن اليوم تغيرت نظرة أنقرة وجعلت الطائرات تنطلق من قاعدة انجرليك العسكرية لقصف أهداف داخل سورية، علاوة على اتخاذ تركيا ذات الأهداف.

والحقيقة، ان القرار التركي وان تغير تماما باتجاه التوافق مع سياسة التحالف الدولي من ناحية التدخل العسكري في سورية، الا انه من الملاحظ ان الطائرات التركية بدأت بالعمل العسكري بمعزل عن التحالف الدولي، وهذا ما أظهره سير عملياتها خلال الأيام الماضية، وما يؤكد ذلك ما ذكره مسؤولو الحكومة التركية ان « القصف ضد تنظيم داعش داخل أراضي سوريا هدفه خلق مناطق آمنة وخالية من داعش»، مما يساهم في خلق أرضية خصبة لصالح عمل تنظيمات غير متطرفة، كالجيش السوري الحر، ربما تتيح لها هذه الارضية العمل بشكل أقوى، وربما يساعد ذلك على تغيير المعادلة الحالية القائمة على الاراضي السورية، والايام المقبلة ستظهر ان كان للتحول في القرار التركي تأثير على الأرض من عدمه.