ما مصدرالجشع في رفع أسعار الأدوية في الكويت؟!.. يتساءل حمود الحطاب

زاوية الكتاب

كتب 852 مشاهدات 0


السياسة

شفافيات  /  كيف تسرق الأدوية من صيدليات الحكومة؟

د. حمود الحطاب

 

ليتني لا أكتب في هذه الموضوعات, لكنني مضطر أن أكتب فيها وفي أخواتها وليس ذلك من فراغ في مجال الكتابة, وليس ذلك لملء المستطيل الذي أكتب فيه التزاماً أدبيا لا أبدا ,وإنما هناك ما يدفعني وغيري لهذا وتابعوا معي من فضلكم:
لن احكي حكاية أحد آخر قريب أو بعيد عن هذا الموضوع, قبل أن أحكي ما حدث لي أنا شخصيا, ولمرات عدة في صيدليات مستشفيات ومستوصفات الحكومة في مناطق عدة. وبداية أقول فرحاً مسروراً: الحمد لله رب العالمين أنني أعالج ارتفاع ضغط الدم عندي, وهو يقل ارتفاعاً ويعتدل إذا سافرت للسياحة خارج بلدي الحبيبة الكويت ! ولست أدري لماذا يعتدل ضغطي إذا سافرت بعيدا عن بلدي الحبيب, وقد لاحظ أطبائي ذلك وقالوا ما قالوا؟ نعم لست أدري! ولماذا لست أدري… لست أدري؟
وبسبب ارتفاع ضغط الدم عندي ,تعرفت إلى العديد من الأطباء الكرام وتعرفت كذلك إلى بعض الأطباء الذين جاء بهم لربما بعض مديري المستشفيات لغرض في نفس ونية أولئك وليسوا بكفاءة طبية , ولولا خبرتي في نفسي وخصوصية طبيعة ضغطي وتجاربي وخبرتي في هذا , لتردي وضعي الصحي من خلال وصفهم لبعض العلاج الذي سبق وجربته وأعطى نتائج سيئة وأدخلني الملاحظات الطبية… والحديث في هذا طويل جدا وفيه تفاصيل وتفرعات وشواهد.
والخلاصة وصلب الموضوع وبعد أن يصف لي الأطباء أو الطبيبات الكرام عددا من العلب للعلاج تكفي المدة المقررة للمراجعة, وهي في الأكثر شهرين, أجد أن الصيدلي في بعض مقرات العلاج يعطيني نصف عدد العلب من الأدوية باهظة الثمن حيث إن بعضها يباع في الصيدليات التجارية الخاصة بعشرين دينارا للعلبة, والتي فيها ثمان وعشرون حبة, فالحبة الواحدة تقريبا تعادل سبعمئة وخمسين فلسا. فإذا شكرته وانصرفت وذهبت للمنزل وجدت علبي من هذا الدواء الذي لابديل له عن السيطرة على الضغط, وجدت أنه أعطاني ما يكفي لنحو أربعة عشر يوما فقط, فأنا آخذ حبتين في اليوم الواحد,أي أعطاني علبة واحدة وليس كما قرر الطبيب علبتين , والأطباء لايعطون هذه الكمية المحدودة أبدا رحمة بالمراجع من تكرار الذهاب والإياب للطبيب ازدحام المكان وشغل أوقات الطبيب بما لا طائل منه صحيا للمراجع ولغيره.
وفي إحدى المرات رفض الصيدلاني إعطائي العدد الذي قررته الطبيبة , وقال “إذا خلص اللي معاك تعال عند الطبيب يعطيك عددا آخر”! فرجعت للطبيبية حالاً وقلت لها ما قاله الصيدلاني, وقد تسجل الدواء باسمي وكأني قد أخذته ولم آخذه حقيقة; وأي أحد بعد أن تسجل الدواء باسمي يستطيع أخذه بعد ذلك , لأن الدواء الذي قررته لك الطبيبة ولم تأخده قد أصبح وكأنه مدفوع الثمن وصاحبه قد تركه للذئب وهو لا يدري. قلت ذلك للطبيبة, فضربت الطبيبة بيديها وصفقت بيديها وعضت على شفتيها وتنهدت, وقررت شيئا ولم تخبرني لربما خشية حدوث مشاجرات ونحو ذلك.
وفي بعض المرات كنت أنتبه إلى عدد العلب المقررة لي من علب الحبوب هذه بالذات وأنا عند بعض الصيدلانيين هنا وهناك; فأقول للصيدلي يا دكتور: “إن الطبيب قد كتب لي منها علبتين فلم أعطيتني واحدة فقط”؟ وفي إحدى المرات قلت للصيدلي: “من فضلك يا دكتور الطبيبة قررت لي علبتين وليست واحدة وحضرتك أعطيتني علبة واحدة”؟ فمد يده قريبا من أظافر يده وبسرعة وأعطاني العلبة الثانية, نعم كان أحضرها من رفِّها وهو بعيد عن طاولته; هذا لاحظته. وعلبة الدواء هذه وهي محددة في قوة علاجها وليست أي شيء, وعندما أعاد الى العلبة الثانية المقررة من الطبيبة نظر الي نظرةَ مَن فقد عشرين دينارا أو من تَسببتُ في خسارته, وكان – حَسْب ما خِلتُه- توقع أن تدخل في جيبه لو باعها لربما في صيدلية يعمل بها مساء لربما , لربما.
ملاحظة مهمة هذا الدواء الذي تحدثت عنه يباع في صيدليات الدواء الخاصة في الكويت عندنا بعشرين دينارا للعلبة الواحدة ; وقد وجدته في الصيدليات الخاصة أيضا في المملكة العربية السعودية الشقيقة هناك ,وتحديدا في مكة, وجدته يباع بنحو ستة دنانير ونصف الدينار! فما مصدرالجشع في رفع أسعار الأدوية في الكويت أكثر من ثلاثة أضعاف ما هو عند الجيران المحترمين, هل هو من جشع المورد؟ أم من الصيدليات؟
وملاحظة أهم وأهم وأهم: كلُّ الإخوة الأطباء الصيدلانيين مخلصون وأمناء أكرمهم الله; ولكني تحدثت عن قلة قليلة تحدثت عن البعض , والبعض فقط ; فأرجو منهم المعذرة من الجميع ,من المحترمين وهم الأكثرية والغالبية لورود هذا في البعض , وهذا موجود في جميع أصناف العمل والناس ,فواجبي أن أكشف التلاعب والقصور في المقصرين وأثني على الخيرين,والحق إحق أن يتبع.
ملاحظة أخيرة أنا أعرف أن قانونا من وزارة الصحة يمنع صرف كميات كبيرة من الأدوية للمراجع; أعرف هذا تماما عندما كتبت هذا النقد, وأوضِّح أن الأطباء في المرات التي تكلمت عنها كانوا صرفوا لي الأدوية في حدود المقرر من الوزارة… فقط هذا للأهمية ودفعا للجدال بالباطل.
هذا حدث لمواطن واحد فقط, وحظهم أنه كان أنا, والله أعلم حيث يجعل رسالته, فماذا حدث للآخرين أيضا؟ ورجلك والعجل.

إلى اللقاء

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك