يكتب تركي العازمي عن الإسراف في استغلال 'الاستعباط' الاجتماعي

زاوية الكتاب

كتب 603 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  علامات 'الاستعباط' الاجتماعي!

د. تركي العازمي

 

ذكرت في مقال سابق أهمية «الغباء» القيادي وكيف أنه يمنح القيادي فرصة لفهم من حوله فيستطيع أن يميز الجدير بثقته كتابع توكل له مهام جسام تعينه على بلوغ رؤيته كقيادي، وأحيانا يحتاجها في المعترك الإعلامي والسياسي للنأي بمؤسسته عن الصراعات الجانبية!

لكن مقال اليوم عن علامات «الاستعباط» الاجتماعي وأتناول فيه الجانب الخاص بالغباء القيادي، لكن عندما ندرك وعن طريق معايشة وضع التجاذبات الاجتماعية علمنا أن «الاستعباط» الذي نحن بصدد الحديث عنه له جناحان.. الأول يشكل قيادي المؤسسات والذي يصرح بما هو جميل، والجناح الآخر يمثله مستقبلو الخدمات التي يقدمها القياديون ويشتكون فيها من سوء الخدمات وتنفيذ المشاريع، ولهذا السبب لم يستطع طائر التنمية والاستقرار الاجتماعي من التحليق وبتنا على «طمام المرحوم» مع احترامي لمجاميع مجدة في عملها ومحايدة في نقدها!

كلنا من دون استثناء وبحكم الدستور الكويتي فإننا أصحاب حقوق يفترض منطقياً منحنا إياها، وفي المقابل علينا واجبات يلزم علينا تقديمها... يعني «ما يصير تعطي ولا تأخذ»!

ولو عدنا للوراء في السبعينات... لوجدنا أن الناس كانوا ينتقدون بأريحية وفي إطار أخلاقي ومن دون تجنٍ وهجوم «بالوكالة» لأغراض شخصية... معدنهم الأصيل علمهم كيف ينتقدون، وكيف كانوا يجبرون على العطاء قبل أن يُطلب منهم.

أما الآن فأنت تقول لقيادي ما من باب النصيحة «ترى شغل ربعك مو مضبوط... فيزعل عليك»!

لا تفسير لـ «زعل» القيادي ولا تفسير لفجور البعض في الخصومة.

لو أن كل مجموعة يديرها عاقل حكيم لما ظهرت علامات «الاستعباط القيادي»... فالمشهد بات واضحاً ولا نريد تفسيراً أكثر لكن إلى متى و«ربعنا يستعبطون»!

كم من مشكلة أثيرت ولم تجد من يبحث في الأسباب التي أدت إلى ظهورها ومحاسبة «المستعبط» على واجب لم يقدمه وحق لم يصل به لأصحابه!

شوارع مزدحمة.. مشاريع متأخرة.. تعليم «لك عليه».. والواسطة تجاوزت كل العلامات لتصبح العلامة الأبرز بين علامات «الاستعباط» الاجتماعي!

هذا ليس فيه من التنظير من شيء... إنه الواقع يا سادة وسيدات المجتمع الكويتي حتى بلغ الأمر حافة الوحدة الوطنية التي لا ينبغي أن يستفزها كائن من كان، ونواب مجلس الأمة أدرى بهذا الجانب.

إن «الاستعباط» الاجتماعي يظهر عندما يكون المعني بالأمر يعلم بحقيقة الأمر، أو أي قضية تهم المجتمع وعلى علم بالطريقة المثلى لمعالجتها... و«يطنش»!

الإسراف في استغلال «الاستعباط» الاجتماعي عزز مفهوم «التحلطم» الذي تميز به مجتمعنا.

لسان حال القيادي أو أصحاب القرار إن صح التعبير يقول «شيبون... شنسوي عشان نرضيهم»، وهو يعلم المطلوب كواجب عليه القيام به لكن «قال من أمرك قال من نهاني»!

ولسان حال بعض أحبتنا يقول «ما أحد صوبكم لو تصيحون إلى الأبد... كل شيء واضح بس ما يبون يصلحون»!

وقد جاء في محكم التنزيل «وقفوهم إنهم مسؤولون»، وهو منهج إسلامي نطقت به الآية الكريمة، لم يعمل به، والحديث عن علامات القيامة «... إذا وسد الأمر لغير أهله»... ونحن رغم هذا وذاك نبقى متمسكين بالحس الوطني من خلال عرض نقد محايد من باب «الدين النصيحة»... والله المستعان!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك