التقاعد.. والوداع المهين

محليات وبرلمان

5839 مشاهدات 0


'الفراق' من أصعب اللحظات التي تمر على الانسان، ولحظة التقاعد هي لحظة فراق صعبة ومره على الرجل والمرأة، فمكان العمل هو البيت الثاني بالنسبة لهم، وقد اعتادوا على مضي ساعات من يومهم فيه، واحيانا يقضون جل يومهم فيه اذا ماكانت هناك اجتماعات تستمر الى مابعد انتهاء العمل اليومي حتى المساء، ليعود بعدها الى بيته منهكا من التعب.
عادة مايمضي الموظف ثلاثون عاما أو أكثر بالعمل، يمر خلالها بمواقف مفرحة ومحزنة، ويتعرف على أشخاص، ويكون علاقات وطيدة، منها مايحتفظ بها ومنها مايمحى من الذاكرة ويطويهم النسيان مع مرور الزمن.
واقسى مايمر به الموظف هو الوداع المهين. فيقول احد كبار المسئولين انه حضر لعمله بالصباح كأي يوم، وبعد دقائق دخل عليه سكرتيره حاملا قرار انهاء خدماته واحالته للتقاعد!! هكذا بدون أي مقدمات، وموظفين يقولون اننا علمنا باحالتنا للتقاعد من الصحف او من تعاميم نشرت على الادارات.
هذا النكران للجميل يجعلهم يتسائلون، لماذا لايتم ابلاغنا بطريقة لبقة تحفظ كرامتنا، مثل استدعاؤنا من قبل المسئولين الكبار وابلاغنا بالقرار، فهذا الأمر لاحرج به، فجميعنا نعلم بأن مسيرتنا بالعمل ستنتهي يوما ما وهذه سنة الحياة.
ويبقى العبء الأكبر على المسئول والموظف نفسه، فهو يعلم علم اليقين أن كرسيه سيزول يوماً ويبقى ذكره فقط، لذا قال الشاعر ناصحاً:

إن المناصب لا تـــدوم لواحــــــد *** فإن كنت في شك فأين الأول
فاصنع من الفعل الجميل فضائل *** فـــإذا عزلـــت فإنهـــا لا تعزل

تقرير - الآن

تعليقات

اكتب تعليقك