لحرية التعبير قواعد أساسية لا يجب الخروج عنها!.. برأي تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 441 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  كلمة سمو الأمير.. والصفحة الجديدة!

د. تركي العازمي

 

أجمع معظم الأئمة في مجتمعاتنا الإسلامية على السمع والطاعة لولي الأمر...

في كلمة العشر الأواخر، أكد صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه على أن الكويت ليست لفئة دون أخرى، وأن الانتماء للوطن ليس شعاراً، وأن المواطنة الحقيقية تقاس بما يقدم للوطن من عطاء وإخلاص وتضحية للحفاظ على أمنه واستقراره ورفع شأنه، وأننا لسنا في منأى عن مخاطر وتداعيات الظروف والأوضاع الحرجة التي تمر بها المنطقة.

إذاً حق المواطنة مفهوم لدى العقلاء، ويجب أن نفهم الحاجة للوحدة الوطنية من مضمون كلمة سمو الأمير حفظه الله ورعاه.

لهذا السبب بدأت المقال بالتذكير بوجوب السمع والطاعة لولي الأمر والدعاء له في السر والعلن، والله نسأل أن يهبه البطانة الصالحة التي تجمعنا، ولا تفرقنا وتحافظ على نسيجنا الاجتماعي من كل فكر ضال.

والصفحة الجديدة تبدأ من إصلاح الذات وتنوير الأبناء والأحبة وكل من يهمه الأمر كي نبلغ الغايات الطيبة التي بعد الله سبحانه وتعالى ستحافظ على استقرار البلاد والعباد.

والصفحة الجديدة التي نحلم بمعايشة وقائعها تنطلق من الأسرة وتنشئة الجيل القادم على مفاهيم الإسلام السليمة التي يتخذ منها الفرد منهجاً يتبعه في توجيه النصيحة بصورة ودية ومن خلال عرض أدبي مقنع.

إن سبل الإقناع التي تحدث عنها معظم الباحثين هي المخرج من كل أزمة فمعرفتك بمكامن الخلل تستوجب عليك إبداء النصيحة كل حسب تخصصه، وهناك قنوات عدة يستطيع العاقل اتباعها فنحن ننعم بنهج ديموقراطي وحرية التعبير متاحة.

وهنا نركزعلى مفهوم حرية التعبير.. فحرية التعبير لها قواعد أساسية لا يجب الخروج عنها ويأتي في مقدمها أخلاقية الطرح ومستوى الأدب في التخاطب فيما بيننا كنقاد ومسؤولين من قياديين وأصحاب قرار.

وإن حرية التعبير حسب متابعتنا لما يطرح في مواقع التواصل الاجتماعي قد تجاوز بعضها القواعد الأساسية لحرية التعبير حيث لاحظنا عبارات مسيئة للبعض واتهامات، ناهيك عن السب والقذف وهو ما يجب علينا نبذه والتنبيه لخطورته بهذه الطريقة المؤلمة.

كلمة صاحب السمو أمير البلاد في العشر الأواخر من شهر رمضان تستدعي الضرورة والظروف التي تحيط بالمنطقة أن نكون على بينة، وأن نبدأ صفحة جديدة فيها العطاء من جنس العمل والإخلاص مقياس للمواطنة الحقيقية.

جاء في القول المأثور «قل لمن لا يخلص.. لا تتعب»، ويفترض أن يفتح لنا هذا القول المأثور المجال لمراجعة أخطاء الأمس لنتخذ منها إستراتيجية العمل لغدٍ أفضل.

علينا جميعا ككويتيين محبين لهذا الوطن أن نستلهم العبر من المحن التي تعاني منها دول كثيرة لم تقدر نعمة الأمن والأمان.

علينا ككويتيين أن نشحذ الهمم لرص الصف وبناء قيم وطنية صالحة تكافح الفساد من خلال نقد بناء، وعلى قياديي المؤسسات بمختلف مستوياتهم أن يتقبلوا النقد بصدر رحب، وأن يشعر المواطن البسيط بالصفحة الجديدة التي نتطلع لتحقيقها في القريب العاجل.

إننا في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك فأكثروا من الدعاء بأن يحفظ الله الكويت أميراً وحكومة وشعباً من كل مكروه، وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان... والله المستعان!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك