كلما تدهورت العملية التعليمية زاد منسوب التخلف!.. وليد الرجيب منبهاً

زاوية الكتاب

كتب 517 مشاهدات 0


الراي

أصبوحة  /  التعليم صمام أمان للمجتمع

وليد الرجيب

 

أصدرت مجموعة من التنظيمات الإسلامية السياسية والدعوية وبعض الشخصيات المحسوبة على التيارات الإسلامية، بياناً استنكرت وشجبت فيه العمل الإرهابي الذي استهدف مسجد الإمام الصادق، وراح ضحيته مجموعة من المواطنين الذين استشهدوا أو أصيبوا، عندما فجر انتحاري تابع لتنظيم داعش نفسه داخل المسجد.

وفي ختام البيان أكدت هذه التنظيمات على مجموعة من النقاط، منها عدم انتهاز مثل هذا العمل للهجوم السياسي على التيارات الإسلامية، بمعنى تصفية الحسابات السياسية أو تحميل التيارات السياسية المسؤولية، وكذلك عدم المساس بالمناهج الدراسية، وغيرها من النقاط.

وهذا البيان يعكس تخوف الجماعات السلفية والإخوان، من فقدان مكتسباتهم التي حققوها في العقود الماضية، مثل وضع مناهج دراسية تعكس توجهاتهم المتشددة، ومثل نجاحهم في منع الاختلاط في الجامعات والمعاهد، وغيرها من البصمات التي تركوها في حياة المجتمع الكويتي، والتي لم تكن لتوجد لولا إطلاق يدهم في مناحي الحياة، بمباركة وصمت حكوميين.

لقد مر على وزارة التربية عدد لا بأس به من الوزراء المختلفين منذ عقود، لم يستطع أو لم يتجرأ أحد منهم على تغيير المناهج الدراسية، التي حوت في طياتها توجهات إسلامية متشددة، وتفسيرات متعسفة لبعض الآيات القرآنية، وزيادة الجرعة الدينية فيها، وهو ما انعكس على فهم ووعي أطفالنا وأبنائنا للدين وموضوع الجهاد وغيرها، فعندما سيطرت هذه الجماعات على وزارة التربية، غيرت من الطبيعة المدنية للمناهج، بل غيرت طريقة التعليم بحيث ركزت على التلقين بدلاً من التفكير والبحث وإعمال العقل، هذا ناهيك عن بعض المعلمين الذين استغلوا موقعهم التربوي، لغرس أفكارهم المتشددة في عقول أبنائنا التلاميذ.

والتعليم هو ركيزة أساسية من ركائز بناء الإنسان، وبالتالي إنسان المستقبل المنوط به مستقبل البلد ومصيره، وجميع التربويين لاحظوا ضعف المستوى العلمي والمعرفي للطلبة، بل ان بعض المنظمات المتخصصة بقياس المستوى التعليمي، أشارت إلى تراجع مستوى الطلبة في مناهج الرياضيات والعلوم في الكويت، لأن المسؤولين لم يهتموا بهذه الجوانب، وركزوا على البعد الديني في المناهج وفي العملية التعليمية، لدرجة أن حصص الموسيقى والرسم والنشاط المدرسي، قد ألغيت تقريباً بسبب تحريمها من قبل الإسلاميين.

لا يمكن الاعتداد بأي شكل من أشكال التنمية، دون أن يكون محورها وجوهرها الإنسان، فالعملية التعليمية تسهم في تشكيل الوعي والثقافة المستنيرة لأجيال المستقبل، وللأسرة الواعية لواجباتها الاجتماعية والوطنية.

وكلما تدهورت العملية التعليمية وتخلفت عن العصر، زاد منسوب التخلف وعدم الشعور بالمسؤولية، لكن إذا كانت العملية التعليمية تواكب متطلبات العصر، ستساهم في بناء عقول قادرة على بناء وتقدم بلدانها.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك