الإفراط العاطفي في النقد لن يحل القضايا المحلية!.. خالد الجنفاوي مؤكداً

زاوية الكتاب

كتب 568 مشاهدات 0


السياسة

حوارات  /  الناقد العقلاني يستعمل عبارات وكلمات ملائمة

د. خالد عايد الجنفاوي

 

يعتقد البعض أن قسوة عباراتهم المكتوبة وعنف نقدهم للآخر أو تعليقهم قاسي النبرة حول بعض القضايا المحلية سيسبغ على آرائهم المشروعية المطلوبة, لكن المنطق والعقلانية تشترط على الناقد الجاد والعقلاني أن يستعمل كلمات وعبارات مناسبة تكشف الخلل من دون تهويل ويثير القضايا من دون المساس بسمعة الأشخاص أو يؤدي إلى إطلاق التعميمات المشوهة أو ما يزدري كرامة الناس.
لا توجد علاقة فعلية بين احتمالية منطقية وعقلانية أو أصالة الرأي الشخصي وبين الألفاظ والكلمات والعبارات النارية التي ترافق إعلانه على الملأ, فليس بالضرورة أن من يرفع صوته او من يغلف كلماته وألفاظه بالعاطفة المضطربة أن يكون صاحب رأي منطقي يستند الى الأدلة والبراهين والتي يمكن تمحيصها والتأكد من صحتها!
أعتقد أن ما يجعل البعض يستعمل عبارات نارية وتعميمات مشوهة وفرضيات وافتراضات فكرية لا منطقية في سياق نقدهم لأداء فرد معين أو لقضية محلية معينة هو اعتقاد هؤلاء الأشخاص أن الصَّدَى المدوخ لألفاظهم وكلماتهم سيؤكد مصداقيتها, وهذا بالطبع افتراض لا منطقي ولا يكترث به العقلاء والحكماء وأصحاب الآراء المستنيرة. حري بالناقد الجاد والعقلاني والذي يرغب فعلاً في تحقيق الإصلاح في مجتمعه استعمال كلمات وعبارات مناسبة وليست قاسية جداً, فلا تؤكد القسوة والعنف اللفظي مشروعية ومصداقية الرأي الشخصي ما لم تسنده الأدلة والبراهين المنطقية.
القول بحرية النقد في المجتمع الديمقراطي لا تشرعن محاولة البعض القليل تحويلها إلى حلبة ملاكمة بين بعض الإرادات والميول الشخصية لأفراد عاديين يختلفون في آرائهم ووجهات نظرهم, فلم يُعرف عن العنف اللفظي والكتابي أنه حقق في السابق الإصلاح في البيئة المحلية ولم يعرف عنه أيضاً أنه جعل أحد الآراء الشخصية صواباً فقط لأن من يصرح به يطلق فرقعات صوتية متكلفة وتعميمات شمولية وسلبية لا تعكس فرضياتها ما يجري على أرض الواقع.
لا أعتقد أنني أبالغ إذا أكدت أن الناقد العقلاني هو من يستعمل دائماً التفكير المنطقي والموضوعي في نقده, وينأى عن السخرية المبالغة, فثمة فرق شاسع بين الانغماس الانفعالي في الشخصنة التافهة وبين الاستمرار في التأكيد على غلبة العقل والمنطق وقبول حق الاختلاف في البيئة الديمقراطية. بالنسبة لي على الأقل لا أكترث بذلك النوع من النقد الذي تغلفه العاطفة لأن الافراط العاطفي لن يوجد حلاً مناسباً أو عملياً لأي من القضايا المحلية. فلعل وعسى.

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك