عصر السرعة ليس في التكنولوجيا فقط بل وصل إلى السلوكيات
محليات وبرلمانالاستعجال سمة غلبت على أفراد المجتمع .. فما هي الأسباب ؟!
نوفمبر 12, 2008, منتصف الليل 1046 مشاهدات 0
تغيرات كثيرة تحدث بالأجهزة والمعدات الكهربائية التي تحيط بنا، مما يثبت أننا فعلا بعصر يتميز بالسرعة والتطور، والتي فهمها الكثير من الناس أنه لابد أن يبرمج نفسه معها أيضا ليكون إنسانا مستعجلا ومتسرع دوما، الجميع لا يرغب بالانتظار والجميع يرغب أن يحصل على مراده سريعا دون جهد أو مصاعب.
الأفراد 'المستعجلين' هكذا يفترض أن نسميهم، نشاهدهم بكل مكان وكل يوم، في المطاعم وفي الشارع وفي الأسواق وفي السفر، وصالونات الحلاقة والمصابغ، وهذه الأخيرة ابتكرت طريقة للتعامل مع المستعجلين وذلك برفع أسعار من يريد الاستعجال بغسيل ملابسه، وبهذه الطريقة نجحوا بالسيطرة على غضبه من جهة والحصول على مبالغ مالية من جهة أخرى!!
ولكن في بقية المرافق تجد الناس 'يتحلطمون' من التأخير الناتج من الظروف المحيطة بهم، حتى ولو كانت مجرد دقائق، فهي في حسبتهم تأخير وقد يكون متعمدا و مقصودا يكفي لغضبهم وتعكير أمزجتهم .
أيضا نجد سرعة اشتعال غضبهم لأتفه الأسباب، ويفرغون غضبهم بمن يقف أمام وجوههم خصوصا إن كانوا من 'الوافدين' و من يحاول تهدئة الأمور، سيلاقي ألفاظا جارحة قد تتطور إلى العنف إن لم يتدارك نفسه بالابتعاد بسرعة عن المكان.
المستعجلون أناس يحيطون بنا كقنابل موقوتة قابلة للإنجار الغضبي في أي لحظة، وربما هناك عوامل تحيط بهم جعلتهم يسلكون هذا المسلك وتفريغها بهذه الصورة، فتجد من يواجه مشكلة بمنزله خرج للشارع وعندما يرى شخصا قد تسبب بازدحام غير مقصود، تجده يتلفظ عليه بأقبح الكلمات لهذا الشخص، و قد يتطور الأمر إلى أكثر من هذا، ولعل الشارع الذي نسير به أكبر شاهد على هذه المواقف، و لابد أننا مررنا بمثل هذه المواقف ورأينا هذه الفئة، وقد تتساءل أحيانا، هل بدر مني خطأ فادح كي استمع لهذه الألفاظ؟! أو هل يعقل أن الأفراد وصلوا إلى مرحلة عدم التحكم بتصرفاتهم عند أي موقف؟! و هل التأخير الغير متعمد إن حدث بأي ظرف لابد من أن يولد غضبا للأفراد؟! وهل لابد أن نسير على وتر السرعة التي نعيشها من حولنا بالأجهزة وغيرها فنجبر أنفسنا على أن نغير من نمط حياتنا و نكون أفرادا يواكبون التطور والسرعة؟! إذن أين نحن من قول المولى عز وجل في كتابه الكريم [واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين] كما قال جل جلاله (وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) .
حياتنا تغيرت فعلا مع المتغيرات التي تحيط بنا، لكن هناك قلة من يرغب أن يغير بسلوكياتنا، ويريد منا أن نستعجل بكل شي يحيط بنا، كي نكسر الرقم القياسي بكتاب 'غينيس' لجميع المواقف التي تمر بنا كأول رجل يصل دوامه أولا برقم قياسي جديد، وأول امرأة تحصل على وجبتها من المطعم بأقل من الثانية.
نعم تزعجنا زحمة الشوارع وأيضا التأخر في بعض المواعيد أو الأشغال، ولكن هذا لا يعني أن نشتط غضبا ونفجر الدنيا بمن أمامنا خصوصا في منازلنا، فهناك من ينهر زوجته وآخر يضرب ابنه، وأخرى تشتم خادمتها، وكل ما في الأمر أنه تأخر بعمل أمر ما، فأين نحن من قول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فعَنْ صُهَيْبٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ )).
الأفراد 'المستعجلين' هكذا يفترض أن نسميهم، نشاهدهم بكل مكان وكل يوم، في المطاعم وفي الشارع وفي الأسواق وفي السفر، وصالونات الحلاقة والمصابغ، وهذه الأخيرة ابتكرت طريقة للتعامل مع المستعجلين وذلك برفع أسعار من يريد الاستعجال بغسيل ملابسه، وبهذه الطريقة نجحوا بالسيطرة على غضبه من جهة والحصول على مبالغ مالية من جهة أخرى!!
ولكن في بقية المرافق تجد الناس 'يتحلطمون' من التأخير الناتج من الظروف المحيطة بهم، حتى ولو كانت مجرد دقائق، فهي في حسبتهم تأخير وقد يكون متعمدا و مقصودا يكفي لغضبهم وتعكير أمزجتهم .
أيضا نجد سرعة اشتعال غضبهم لأتفه الأسباب، ويفرغون غضبهم بمن يقف أمام وجوههم خصوصا إن كانوا من 'الوافدين' و من يحاول تهدئة الأمور، سيلاقي ألفاظا جارحة قد تتطور إلى العنف إن لم يتدارك نفسه بالابتعاد بسرعة عن المكان.
المستعجلون أناس يحيطون بنا كقنابل موقوتة قابلة للإنجار الغضبي في أي لحظة، وربما هناك عوامل تحيط بهم جعلتهم يسلكون هذا المسلك وتفريغها بهذه الصورة، فتجد من يواجه مشكلة بمنزله خرج للشارع وعندما يرى شخصا قد تسبب بازدحام غير مقصود، تجده يتلفظ عليه بأقبح الكلمات لهذا الشخص، و قد يتطور الأمر إلى أكثر من هذا، ولعل الشارع الذي نسير به أكبر شاهد على هذه المواقف، و لابد أننا مررنا بمثل هذه المواقف ورأينا هذه الفئة، وقد تتساءل أحيانا، هل بدر مني خطأ فادح كي استمع لهذه الألفاظ؟! أو هل يعقل أن الأفراد وصلوا إلى مرحلة عدم التحكم بتصرفاتهم عند أي موقف؟! و هل التأخير الغير متعمد إن حدث بأي ظرف لابد من أن يولد غضبا للأفراد؟! وهل لابد أن نسير على وتر السرعة التي نعيشها من حولنا بالأجهزة وغيرها فنجبر أنفسنا على أن نغير من نمط حياتنا و نكون أفرادا يواكبون التطور والسرعة؟! إذن أين نحن من قول المولى عز وجل في كتابه الكريم [واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين] كما قال جل جلاله (وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) .
حياتنا تغيرت فعلا مع المتغيرات التي تحيط بنا، لكن هناك قلة من يرغب أن يغير بسلوكياتنا، ويريد منا أن نستعجل بكل شي يحيط بنا، كي نكسر الرقم القياسي بكتاب 'غينيس' لجميع المواقف التي تمر بنا كأول رجل يصل دوامه أولا برقم قياسي جديد، وأول امرأة تحصل على وجبتها من المطعم بأقل من الثانية.
نعم تزعجنا زحمة الشوارع وأيضا التأخر في بعض المواعيد أو الأشغال، ولكن هذا لا يعني أن نشتط غضبا ونفجر الدنيا بمن أمامنا خصوصا في منازلنا، فهناك من ينهر زوجته وآخر يضرب ابنه، وأخرى تشتم خادمتها، وكل ما في الأمر أنه تأخر بعمل أمر ما، فأين نحن من قول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فعَنْ صُهَيْبٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ )).
الآن - تقرير: نورا ناصر
تعليقات