في الكويت ثروة أخرى أغلى من النفط.. يكتب عنها ناصر المطيري
زاوية الكتابكتب يونيو 29, 2015, 12:40 ص 845 مشاهدات 0
النهار
خارج التغطية / قلب الكويت
ناصر المطيري
أهم ما تميز به التعامل الرسمي من جهة والسلوك الشعبي من جهة ثانية إزاء الجريمة الارهابية بتفجير مسجد الإمام الصادق هو العفوية وتلقائية التفاعل الذي أظهر التضامن الوطني وتجاوز كل حواجز التفرقة والشحن المذهبي ، هذه الروح التي سادت بين كل فئات الشعب الكويتي هي التي إسهمت في تحويل المحنة إلى منحة.
ولعل وقفة أمير الإنسانية صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد - حفظه الله - جسَّدت التعبير العفوي والاستشعار الأبوي بصدمة وألم الحادث الذي أصاب الكويت فانعكست حرقة في قلب سموه ودموعاً على مصاب أبنائه المواطنين .. هذا التفاعل التلقائي من صاحب السمو هو الذي قاد المشاعر الشعبية التي التفت حول بعضها بلحمة وطنية قدمت مشهداً وطنياً لامثيل له.
المهم في الأمر أن يتنبه الشعب الكويتي إلى ضرورة الحفاظ على صورة التلاحم الوطني بحيث لا يكون ما حدث من تفاعل شعبي ووحدة وطنية مجرد ردة فعل وقتية ، تتلاشى بمجرد انتهاء الحدث ثم نعود لممارسات الشحن الطائفية المذهبية وتفتيت بنيان الوحدة الوطنية.
ورغم قساوة الحادث ودمويته وما خلفه من ألم في قلوب الجميع إلا أن العزاء الأكبر تمثل في مشاهد التضامن الشعبي الوطني عندما ذابت الفوارق المذهبية بين الكويتيين وتآزر الجميع بوقفة تاريخية مشهودة تضاف إلى سجل هذا الشعب الذي حفظ له التاريخ مواقف من التآلف والتوحد والتعاضد وقت المحن ، وهنا تبرز أصالة المعدن وطيب المنبت.
الأحداث التي مرت على الكويت وآخرها حادث التفجير الارهابي بمسجد الإمام الصادق كشفت أن في الكويت ثروة حباها الله بها أغلى من النفط وغيره من النعم المادية ، الثروة الحقيقية هي وحدة هذا الشعب والحب الكبير الذي يربط أواصره مهما اختلفت الملل والطوائف والفئات ، الشعب الكويتي كشعب حر في وقت الرخاء تجده يمارس حريته التعددية سياسياً واجتماعيا ولكن عندما يصبح الوطن هو المستهدف وأمن شعبه أو إحدى فئاته في خطر نجد أن الجميع ينضوي تحت مظلة الكويت على قلب رجل واحد ، وكما رأينا بالأمس واليوم بالدليل والبرهان الحي كيف احتضن قلب صباح الأحمد قلوب الكويتيين فأصبحوا قلباً واحداً بالفعل ، الحزن واحد والألم مشترك.
تعليقات