الوضع في اليمن أقرب للمسطرة التي تقاس بها قضايا المنطقة!.. برأي سامي النصف
زاوية الكتابكتب يونيو 27, 2015, 1:36 ص 884 مشاهدات 0
الأنباء
محطات / جذور وحلول حرب اليمن!
سامي النصف
آمنت الثورة المصرية بعد قيامها عام 1952 بمبدأ تصدير الثورة عبر التدخل في شؤون الدول الأخرى وكانت اكثر نجاحا في هذا العمل من الداعين لتصدير الثورة الإيرانية، حيث تم بالفعل طبخ سلسلة انقلابات في العراق وسورية وليبيا والسودان والجزائر واليمن، كما تم التحكم في القرار الفلسطيني، كما أفشلت 3 انقلابات في الأردن ولبنان والمغرب كانت ستسير بهم لطريق الخراب والدمار الذي مرت به الدول الأخرى.
****
في 26/9/1962 أعلن المشير عبدالله السلام الانقلاب على الأمير الشاب التقدمي الناصري محمد البدر حميد الدين بعد مقتل والده، وكان هناك مخطط سابق للتخلص من الأب والتعاون مع الابن البدر إلا ان انفصال سورية عن مصر في العام السابق ومحاولة الرئيس عبدالناصر مناكفة السعودية اديا الى التورط المصري بالحرب التي استمرت من 1962 الى عام 1970 وكان من نتائجها الجانبية هزيمة عام 1967 نظرا للانشغال في اليمن الذي كان بإمكانه ان يتحول الى يمن آمن سعيد لو تم دعم الأمير الإصلاحي البدر كما حدث في ابوظبي عام 1966 على يد الشيخ زايد آل نهيان بعد تولي الحكم بعد شقيقه، وفي عمان عام 1970 على يد السلطان قابوس من تغييرات سلمية داخل اسرة الحكم.
****
أسوأ ما يمكن عمله في حرب اليمن الحالية الاختلاف بدلا من التوحد لإنقاذ شعبه العريق فتلك الحرب ليست حربا دينية او طائفية كما يشاع حتى تصطف هذه الطائفة مع هذا الفصيل، وتلك الطائفة مع الفصيل الآخر، ان الخلاف سياسي بالمطلق، حيث يصطف البعض مع الرئيس المنتخب عبدربه منصور هادي وخلفه المبادرة الخليجية وقرارات المجتمع الدولي، يقابلهم من يصطف خلف الرئيس السابق علي عبدالله صالح وحلفائه الحوثيين.
****
كما ان الحرب ليست مقتصرة على دولة واحدة هي السعودية حتى وإن كانت الأكبر والأكثر عددا فهناك دول اخرى ضمن التحالف ولا احد على سبيل المثال يسمي الحرب الكونية الأولى او الثانية بالحرب الأميركية نظرا لملايين الأميركيين المشاركين بها والذين يتجاوزون عدد الحلفاء الآخرين مجتمعين، ان ما يساعد على حل الاشكال خلق أرضية مشتركة للفرقاء ينطلقون منها مثل المبادرة الخليجية والقرارات الدولية ودون ذلك سيتحول اليمن الى دولة فاشلة وستستمر الحرب به الى سنوات طوال قادمة كحال الصومال.
****
آخر محطة: يمكن اعتبار الوضع في اليمن أقرب للمسطرة التي تقاس بها القضايا العالقة الأخرى في المنطقة، فإن هدأت وصلحت جاز التفاؤل بمستقبل المشاكل الأخرى وأنها في الطريق الى الحل، وان خربت وزادت حدة وتعقيدا لزم الاعتقاد بأن القضايا الأخرى.. لن تحل قط!
تعليقات