لا يبدو أن أميركا عازمة على القضاء على 'داعش'!.. بنظر وليد الرجيب

زاوية الكتاب

كتب 564 مشاهدات 0


الراي

أصبوحة  /  كتيبة الحرية العالمية

وليد الرجيب

 

في خطوة جديدة وربما مفاجئة، تشكلت مجموعة مقاتلة من جنسيات مختلفة أطلق عليها «كتيبة الحرية العالمية»، ضمت حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ومجموعة من التنظيمات ذات التوجهات اليسارية، في مدينة رأس العين في شمال محافظة الحسكة، على الحدود السورية - التركية بهدف حماية جميع الشعوب في الشرق الأوسط، والكفاح ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد وتنظيم داعش، كما صرح أحد كوادر الكتيبة.

وضمت الكتيبة عناصر يسارية تركية وقوات مشتركة من الشركس واليونانيين والأتراك والألمان والأرمن والإسبان، حيث بدأت تصريحاتها وأعمالها تظهر إلى العلن منذ 6 مايو الماضي، في مقاطعة الجزيرة ضد مرتزقة داعش.

وهذه الكتيبة متنوعة الجنسيات تذكرنا وكأن التاريخ يعيد نفسه، ففي ثلاثينيات القرن الماضي تشكلت فصائل عالمية من مختلف الأحزاب الشيوعية في العالم، لمحاربة الدكتاتور فرانكو في إسبانيا، إلى جانب الحزب الشيوعي الإسباني، على اعتبار أن التضامن والنضال أممي مشترك، ووثق هذه الحرب الأهلية الأديب الأميركي أرنست همنجواي وكذلك الفنان التشكيلي الشيوعي بابلو بيكاسو، إضافة إلى شعراء وكتاب يساريين مثل الشاعر الإسباني الشهيد لوركا.

وكتيبة الحرية العالمية تقاتل على الطريقة الغيفارية، أي بطريقة الميليشات المسلحة، ويعتقد أن هذه الكتيبة أو أخرى مشابهة، قاتلت النازية والفاشية الجديدة في أوكرانيا، التي نكّلت بالشيوعيين الأوكرانيين، ودمرت مقراتهم ومنعت وجود اليسار في أوكرانيا التي تدعمها الولايات المتحدة، مما نتج عنه انقسام أوكرانيا إلى جزء موالٍ للغرب وأميركا وجزء آخر موالٍ لروسيا.

ويقدر عدد أعضاء الكتيبة حتى الآن بمئتي مقاتل، والدعوة ما زالت مفتوحة لانضمام مقاتلين يساريين متطوعين من بلدان مختلفة، ويبدو أن هذه الكتيبة تلاقي دعماً وقبولاً من الشعوب التي استشعرت خطر الفاشية والتي بدأت بالانتشار في العالم، بما فيها الفاشية الدينية في بلدان الشرق الأوسط، التي تستخدم العنف والوحشية تجاه السكان المسالمين.

ورغم أن الفاشية تظهر في ظروف معينة، عندما تتعرض الرأسمالية إلى أزمة اقتصادية عميقة، فتظهر وجهها المتوحش والعنيف مثلما حصل في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، بعد الأزمة الاقتصادية الرأسمالية الكبيرة في العام 1929، والتي سميت بالكساد الكبير عندما ظهرت النازية والفاشية، إلا أن بعض المراقبين يشككون في طبيعة تشكيل هذه الكتيبة، إذ يعتقد البعض أنها مدعومة من الإمبريالية من أجل اسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، وكذلك لقتال داعش والتنظيمات الإسلامية المتطرفة مثل جبهة النصرة، وقد لا تضم أعضاء من أحزاب شيوعية جذرية، بل قد تكون مجموعات مغامرة وفوضوية ومتطرفة.

لكن البعض الآخر يرى أنها ردة فعل لفشل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، وهي بذلك تشبه المفارز والفصائل العسكرية التي شكلها الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني وكذلك التشكيلات العسكرية للحزب الشيوعي اللبناني، لمقاتلة التهديد الذي تمثله الجماعات الإسلامية الإرهابية.

بل يعتقد البعض أنها مجموعات كردية في الأساس، ترمي إلى بناء دولة كردية من الأجزاء السورية والعراقية والتركية والإيرانية، رغم وجود عناصر عربية بينها بعضها قتل أثناء المعارك.

لا أحد يعرف ماذا يمكن أن تحقق مثل هذه المجموعات، وخاصة أن اليأس بدأ يدب في نفوس شعوب الشرق الأوسط، من جراء الفوضى التي سببتها الولايات المتحدة والدول الحليفة لها، والتي لا يبدو أنها عازمة على القضاء على داعش، بل تبين عدم جديتها ودعمها لهذه المجموعات الإرهابية.

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك