الحال المعكوسة في الكويت!.. بقلم علي البغلي

زاوية الكتاب

كتب 688 مشاهدات 0


القبس

جرة قلم  /  الحال المعكوسة!

علي أحمد البغلي

 

انصدمت صدمة قوية، عندما أخبرني سفير سابق في إحدى الجلسات الرمضانية، وهو سفير متقاعد، بأن معاشه التقاعدي الذي يتسلمه من مؤسسة التأمينات الاجتماعية قدره 550 ديناراً فقط لا غير؟!
وهذا عيب كبير ارتكبته وترتكبه أكبر وأرفع وزاراتنا السيادية قدراً، وهي وزارة الخارجية، فمواطنون قضوا زهرة شبابهم في خدمة هذا الوطن، ممثلين للوطن ولصاحب السمو أمير هذا الوطن، خادمين لمصالحه ومصالح أبنائه، مدافعين عنهم وعن مصالحهم في بلاد الغربة.. متحملين الغربة مع أولادهم وزوجاتهم، فهم من بلد إلى آخر كل 4 سنوات مرة «إلا من رحم ربي»؟!.. بما يحمله ذلك من معاناة ومصاعب وعقد نفسية للأولاد وأمهم ووالدهم.. فوق هذا وذاك، فقد فاتت الفرصة تلو الأخرى عن أولئك المواطنين وهو الخارج، وأقصد هنا الفرص التجارية والاستثمارية.. ونحن كلنا «أولاد قرية وكلمن يغرف أخيّه».. فنرى الأصدقاء الذين تخرجوا بدفعة واحدة، والبون الشاسع بين من عمل بالقطاع الخاص أو حتى بالقطاع الحكومي، ولكنه بقي في الكويت بين أهله ووطنه وأقربائه واصدقائه.. وبين من التحق بالسلك الدبلوماسي بالخارج، فهل هذا جزاء الإحسان بالجحود والنكران؟!
ولنا هنا وقفة مع ديوان الخدمة المدنية، الذي نراه ويرى هو الإغداق بالأموال العامة على «اللي يسوى واللي ما يسوى»، ما عدا أشقائنا في السلك الدبلوماسي.. فالديوان العتيد يظهر أن المواطنين أو موظفي الدولة لديه فئتان، فئة مرضي عنها جداً وفئة غير مرضي عنها ابداً، وندعو الديوان الى مقارنة ما يتقضاه كثير من موظفي الحكومة والشركات المملوكة للحكومة بالكامل، كشركات القطاع النفطي مثلاً، التي لم تكتف. بالإغداق غير المبرر على موظفي القطاع النفطي، والذي يديره بالواقع شركات المقاولات والعمال الأجانب، لتغدق عليهم المرتبات الطائلة ومكافأة النجاح؟! بالإضافة إلى ما يسمى «بالبكايجات» أو المنح المليونية، عند التقاعد؟! فقد أذهلني احد الموظفين الشباب، عند تقاعده، وهو هاوي اقتناء سيارات ثمينة، حيث اشترى دفعة واحدة سيارات يناهز ثمنها 160 الف دينار بعد تقاعده، ولما سألت كيف؟ ولماذا؟ قال: ان مرتبي التقاعدي أكثر من كاف، وقد استلمت مكافأة تقاعد تساوي حوالي ½ مليون دينار «فليش ما استأنس؟!». وهذا وغيره الآلاف من أمثاله، يمثلون الحالة المعكوسة في بلادنا هذي الكويت «صل على النبي»، وكفانا أحوالا معكوسة أينما نولي وجوهنا؟!
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك