النفوس الزكية وشهر رمضان!.. بقلم ناصر المطيري
زاوية الكتابكتب يونيو 22, 2015, 12:55 ص 444 مشاهدات 0
النهار
خارج التغطية / النفوس الزكية
ناصر المطيري
شهر رمضان المبارك شهر الصوم والتقرب لله والتجرد من أدران الدنيا ومادياتها، شهر تسمو به النفوس وتعلو همم الايمان محفوفة بمعاني القرآن الحكيم فنجد أنفسنا في هذا الشهر نعيش بهدوء روحاني وسلام داخلي من الصفاء ونقاء القلوب.
وحري بنا أن نعيش في هذا الشهر المعاني الحقيقية للصوم، ليس عن الأكل والشرب فقط بل نحتاج صوما عن الكلام والتنابز والتناحر، وما اكثر ما يحيط بنا اليوم من افواه وألسن تنطلق في فضائنا المفتوح تنشر السموم وتلوث القلوب والنفوس ببذاءة الكلام وتحريف القول وقلب المعاني وتغيير المفاهيم وتصنيف الناس.
يقول الباري -عز وجل- في محكم آياته: «ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام، وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل...»، هذا الصنف من الناس هم من ابتليت بهم الأمة وصاروا منبع الفتن ومصدر تفتيت المجتمعات..
ليتنا نتعلم في هذا الشهر مجاهدة النفس ونزواتها فنفس الانسان أمارة بالسوء هي عدوه الأول والأخطر ومتى انتصرنا على نفوسنا وزكيناها بالنوايا الصالحة والمقاصد الطيبة فقد فلحنا وعشنا بأمن وسلام «قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها».
طوال شهور السنة وأيامها ونحن نتجاذب، نتخاصم، نختلف بل نتصارع على حطام الدنيا، نلهث وراء مصالحنا وفي سبيل ذلك نظلم أنفسنا أولاً ونظلم غيرنا أيضا أو يظلمنا الآخرون، قلوبنا مرهقة، نفوسنا متعبة.. لذلك يأتي رمضان ليكون محطة للنفوس والقلوب لترتاح فيه من وعثاء الدنيا وزخرفها.
نتوقف مع آيات الله في كتابه الكريم، نأخذ منها العبر والدروس، نستلهم الحكمة التي تغذي العقول وتنيرها وتفتح أمامنا رؤية جديدة لحياتنا، نراجع فيها النفس اللوامة ونستحضر عذاب القيامة ونزهد بزيف الدنيا وزوالها ونشتاق لجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين.
يقول الصالحون من أسلافنا الذين ذاقوا حلاوة الايمان الحقيقي: لو علم الملوك والسلاطين ما في قلوبنا من سعادة الايمان لجالدونا عليها بالسيوف.
تعليقات