سعود الهاجري يريد استهجان شتم والد سعدون حماد بنفس قدر استهجان شتم جاسم الصقر

«ضبط وإحضار» تاريخي! لم أشأ أن أكتب عن حادثة إصدار لجنة التحقيق الدائمة في محكمة الوزراء أمر ضبط وإحضار في حق المتهم الخامس في قضية «الناقلات» بعد صدور ذلك الأمر لاعتقادي بأنه أمر إجرائي عادي لا يستحق كل تلك الضجة التي تلته، ولا كل تلك التهاني والتبريكات التي انتشرت مثل النار في الهشيم على صفحات الإنترنت وبين جموع المهتمين بقضية «القرن»، فالأهم في نهاية الأمر هو «الانتهاء» من هذه القضية التي طالت، وإدانة من يستحق الإدانة من المتهمين واسترجاع «كل» الأموال التي اختلست وما ترتب عليها من تكاليف وغرامات. ولكن ما شدني فعلياً للكتابة عنه هو تكرار حالة «رد الفعل الشعبي» الكبيرة تلك مرة أخرى بعد إلغاء أمر الضبط والإحضار هذا من قبل اللجنة ذاتها، وهو أيضاً إجراء عادي ويحدث في الكثير من القضايا المنظورة أمام المحاكم، فكل ذلك «الاستبشار والتهليل»، ومن ثم «الإحباط والحزن» بسبب أمر «ضبط وإحضار» لشخص متهم في قضية مال عام؟ فما الذي سيحدث لو قال القضاء العادل كلمته في النهاية، إياً كانت نتيجة الحكم، في حق هذا المتهم ومن معه؟ قلناها سابقاً، وإبان مناقشة تقرير لجنة التعدي على المال العام الأخير في مجلس الأمة، إن هذه القضية لم تعد تنفع معها حسابات الأرقام، ولا كشوفات الربح والخسارة، ولا حتى المقارنة المجردة من الخلفيات التاريخية! فقضية الناقلات أصبحت القضية الأهم لدى المواطن الكويتي المهتم، ومتهموها أصبحوا ينافسون في شهرتهم شهرة لاعبي كرة القدم والفنانين. «نار» هذا الارتباط الشعبي بهذه القضية ظلت دائماً متقدة وحامية بواسطة الإهمال والتقاعس الحكومي في حل هذه القضية وفي اتخاذ أي خطوات «جدية» فيها، لذلك أتى خبر بسيط وعادي مثل خبر الضبط والإحضار وإلغائه بعد ذلك بمثابة الخبر الذي يحدث «ضجة» وردة فعل شعبية ضخمة لا تتناسب مع نوعيته ولا مع حجمه، فلا أمر الضبط والإحضار إدانة، ولا إلغاؤه تبرئة للمتهمين في القضية. تدني لغة الحوار في مجلس الأمة في الجلسات الأخيرة يؤكد أهمية تفعيل بنود اللائحة الداخلية في المجلس والمتعلقة باستخدام عبارات غير لائقة خلال الجلسات، وما لم تفعل هذه اللائحة ويتم توقيع أحد الجزاءات المنصوص عليها في المادة 89 من اللائحة الداخلية على الأعضاء الذين يخلون بالنظام في الجلسة، فلن يتورع بعض الأعضاء من تكرار مثل هذه اللغة المتدنية المستوى في مجلس الأمة. وبما أن الشيء بالشيء يذكر كما يقال، فإن الاستنكار والاستهجان للتهجم الذي نال الراحل جاسم الصقر، رحمه الله، هو استهجان واستنكار في محله من دون شك، ولكن يجب ألا يقل عنه الاستنكار والاستهجان للإساءة والكلام غير المسؤول الذي نال والد النائب سعدون العتيبي. فكلا الإساءتين يجب أن ترفضا ممن يهتم برقي الطرح ومسؤوليته في قاعة عبدالله السالم.