التكفير أصبح داخل الدين الواحد!.. سعاد المعجل مستنكرة
زاوية الكتابكتب مايو 19, 2015, 12:49 ص 527 مشاهدات 0
القبس
التكفير حين يحل محل التفكير
سعاد فهد المعجل
نشرت جريدة القبس منذ فترة تقريراً حول تفشي ظاهرة «التكفير»، التي تنتشر في المجتمع.. وذكر التقرير كيف أن هنالك أئمة ومصلين يروّ.جون لهذه الظاهرة.. وأن محاصرتها من خلال تشكيل لجنة المناصحة للأئمة، الذين يتجاوزون القوانين واللوائح، بحاجة إلى قوانين صارمة لتعميم الفائدة! وكيف أن البعض يستغلون المنابر في ترويج الفكر التكفيري، من دون أن تطوله العقوبة!
المشكلة، وفقاً لما ورد في التقرير، أن خطاب التكفير اليوم غالباً ما يكون موجهاً للمراهقين، حيث يتم استغلال حماسهم الديني وعدم تشكّل وعيهم بعد.. مما أصبح يهدّد بانتشار أكثر للأفكار المتطرفة والتكفيرية!
شخصياً، مررت بتجربة تعكس عملية غسل المخ، التي يمارسها بعض المتشددين في حق المراهقين والأطفال! فلقد استدرجت إحدى هذه الجماعات ابني، الذي كان حينها لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره.. وذلك في أحد النوادي الرياضية.. وبدأت معها عمليات تلقين غريبة.. لأفاجأ يوماً بعودته إلى البيت محملاً بأشرطة جميعها تتناول فتنة المرأة.. وعذاب القبر.. وعلامات الساعة.. وغير ذلك مما نراه في كتيبات لا يخلو مستوصف ولا مستشفى منها.. توزع بشكل مجاني.. ولا أعلم مدى قانونية مثل هذا الإجراء.. لأنه، وبحسب علمي، لا يجوز قانونياً وضع نشرات في مؤسسات حكومية إلا بترخيص! بعض هذه الكتيبات، كما هي حال الأشرطة التي أتى بها ابني الطفل إلى البيت، مليئة بالأمور التكفيرية، إما بشكل مباشر أو مستتر!
هنالك في مجتمعنا، كحال كل المجتمعات، قطاع من السذج والجهلة والأميين والمهمّشين الذين تسهل تعبئة أدمغتهم بفتاوى ذبح الآخر (الكافر)، بل ويحللون سرقة هذا الكافر بأسماء وأعذار مختلفة! وقصة السيدة الكردية التي أرادت إعادة شيك وصل إليها بالخطأ لاتزال مستقرة في ذاكرتي!
القصة تقول إن السيدة، وهي لاجئة في لندن، تسلمت شيكاً بمبلغ بالخطأ، ولأنها تتبع الإسلام الصحيح.. فقد رأت أن من واجبها إعادته.. لكن من حظها العاثر أن الموظف المسؤول كان إسلامي المظهر بلحية كثة وجلباب قصير.. قال لها إن من حقها أن تحتفظ بالمبلغ، لأنه يخص «كفرة» تجوز سرقتهم! طبعاً السيدة المسلمة، جوهراً لا شكلاً، رفضت فتواه، وسلمت الشيك للجهات المختصة!
لقد حلّت بأمتنا الإسلامية كوارث نراها في حروب ومجازر محزنة.. وذلك منذ أن ساد فكر التكفير بدلاً من فقه التفكير! والمشكلة أن حركات التكفير لا تتعلق بالأديان الأخرى فحسب.. بل أصبح التكفير داخل الدين الواحد، وبين مذاهبه المتعددة!
تعليقات