القلاف لرئيس الحكومه: لماذا تم استبعاد أحمد الفهد رأس الحربة واللاعب المناور الرئيسي؟

زاوية الكتاب

كتب 654 مشاهدات 0


ياشيخنا... لحظة من فضلك! من دون مقدمات وبعيداً عن الألقاب وبدافع الحب والولاء للأرض والوطن كتبت ثلاث رسائل مباشرة آملاً أن أجد أذناً صاغية, وبعيداً عن التملق والرياء والكذب والخداع خاطبت رئيس الحكومة الشيخ ناصر المحمد ولعلي في هذه المقالة أخرج عن المألوف وأزيد من عيار الصراحة واعتقد انه كما يحتاج الجسم لوجود كريات دم بيضاء وحمراء يحتاج فكر الإنسان وروحه الى نمطين من الآراء مديح ترتفع فيه المعنويات ويتشجع المرء في عمله, ونقد بناء يلتفت من خلاله إلى عيوبه ونواقص أموره, فيا دولة الرئيس, ان من أغرقك بالمديح والإطراء وجعل منك اصلاحياً نوعان, أحدهما متملق سمعنا منه, هذا المديح لحكومة سمو الشيخ سعد العبد الله, وتكرر مديحه لحكومة سمو الشيخ صباح الأحمد, واليوم يتحفنا بمدح سموكم ولوجاء رابع سيكمل معه مسيرة المدح التي جبل عليها والسبب واضح ولا يحتاج الى تعليل, ونوع آخر اعتقد جازماً أنه يراك تسير وفق هواه وتعمل وفق آرائه بغض النظر عن صحتها أو سقمها فأنت إصلاحي كما يقول لأنك عملت بما يريد, ولو خالفته سيخرجك من الملة والدين. ولكن اقول بالمختصر, وان شاء الله المفيد, أعتقد ولا أظن أنه يخفى عليك أنك في معترك سياسي ولست في نزهة, ولست رئيسا لمجموعة تأتمر بأمرك وتسير وتنتهي بنهيك, وأقصد بذلك مجلس الأمة وليس اعضاء الحكومة, والمجلس عبارة عن خليط من التوجهات والمشارب والآراء التي تعكس نمط الشارع والكل يسير وفق أجندة محددة خاصة به إذن انت على هذا في معركة سياسية ولست في نزهة, ولن أقول لك إنك تواجه أعداء بل خصوما سياسيين وهو أمر طبيعي, تختلف مصالحهم وتوجهاتهم ونظراتهم عما تحمله وتعتقده وتريد تحقيقه, وإن اجتمعتم جميعا على مصلحة البلد لكن في نهاية المطاف كل طرف يريد ان يحقق مكاسبه ويثبت آراءه فمنذ اليوم الذي تشرفتم به لحمل الأمانة وقيادة الحكومة الى هذه اللحظة التي اخاطبك فيها هل تم تقييم أدائك ومسيرك السياسي في جلسة مصارحة ومكاشفة مع من تظن بهم الصدق والإخلاص والتفاني لشخصك ? أم مازلت تسمع المديح والثناء وكلمة اصلاحي وطال عمرك?!. يا سمو الرئيس, سوف اضع بين يديك بعض الحقائق التي قد لا يجرؤ الآخرون ان يقولوها لك لاعتبارات كثيرة, منها خوفهم على مصالحهم, كانت البداية قانون الدوائر والذي كشف عن مكنون النوايا المخالف للمدح والثناء الذي سمعناه في اليوم الأول لصدور مرسوم رئاستك لمجلس الوزراء فقد تم تقديم استجواب وللمرة الاولى في تاريخ الكويت السياسي لرئيس الحكومة, وقد اجتمع اكبر عدد يضم الكتل السياسية في المجلس قادر على طرح الثقة في سموكم, ثم تم حل المجلس ليعود النواب الذين رفعوا شعار الخمس دوائر أبطالاً إلى المجلس ويسجلوا انتصاراً شعبياً على حكومتك, بل كان بعضهم قبل قانون الدوائر في نهاية موتهم السياسي وفي غرف الانعاش تم انقاذه, الأمر الآخر, رئيس الحكومة قائد فريق سياسي والوزراء لاعبون اساسيون في هذا الفريق والمطلوب من الرئيس حماية فريقه والدفاع عنه, وبما أنها معركة سياسية فاستخدام جميع الطرق والآليات للحفاظ على فريق العمل التابع له أمر ضروري واجب ولكن ما رأيناه كان أمراً آخر, فمنذ البداية تم استبعاد الشيخ أحمد الفهد والكل يعرف انه كان رأس حربة في حكومة الشيخ صباح ولاعباً مناوراً رئيسياً,وتم استبعاد ضيف الله شرار الذي أثبت وبجدارة قدرته على التصدي للمجلس والمناورة, وقد تم استجوابه مرتين, وخرج من الاستجواب من دون اصابة, وما تزلزلت مكانته السياسية, ونعت الأثنان برؤوس الفساد رغم أنهما لاعبان ماهران, وهكذا بدأت حلقات فرط السلسلة الحكومية, فطار وزير الإعلام السنعوسي, ثم تلاه وزير الصحة الشيخ أحمد العبد الله, ثم تلاه وزير النفط الشيخ علي الجراح, وهكذا خرج وزير المواصلات شريدة المعوشرجي, وهناك قائمة يعد لها العدة كما تم التلويح من قبل الاعضاء لاستجوابهم واللافت في الأمر أن الوزير الذي يتم استجوابه في حكومتك يخرج من الوزارة, وهذا ما لم نره على هذه الصورة في الحكومات المتعاقبة, رغم طول مدتها, خرج بعض وزرائها ولكن بعد عناء شديد من النواب وبعد حرب ضروس ومقاومة شرسة حكومية بغض النظر عن صحة موقفها أو خطئها, قد يتساءل المراقب السياسي: هل يثق الوزراء الحاليون لو تم استجوابهم بقدرتهم على البقاء والاستمرار والدعم بعدما حصل للآخرين ? أم يشعر الواحد منهم بالقلق? إن اخطر ما يمكن ان اخرج منه حين استعرض الاستجوابات التي تمت لوزراء حكومتك بأنها طائفية ودليلها واضح للعيان, وشخصانية بعيدة عند الانصاف والعدالة وضعيفة كمادة ومع ذلك على المستوى السياسي نجحت ولكن كثيراً من الاستجوابات السابقة رغم متانة ادلتها واحكام الاتهامات التي وردت في صحيفتها, الا أنها على المستوى السياسي فشلت رغم نجاحها على المستوى العملي, وفي الختام أتمنى ان تكون كل التجارب السابقة درسا وعبرة ومعرفة, بل دليلا ومنهجا للسلوك السياسي الجديد لحكومتك لدور الانعقاد الجديد وان تكون ملاحظاتي مفيدة نافعة مع أملي وتمنياتي لكم ولكل المخلصين لهذا البلد النجاح والتوفيق, اللهم إني بلغت اللهم فأشهد ربنا لا تحملنا ما لا طاقة لنا به, واعف عنا وارحمنا واحفظ الكويت وشعبها من كل مكروه, والحمد لله رب العالمين. * نائب سابق في مجلس الأمة سيد حسين القلاف *
السياسه

تعليقات

اكتب تعليقك