محلل: أسعار 'برنت' ستدور في فلك 60 د ولار للبرميل خلال 2015

توقع محلل نفطي كويتي أن تظل أسعار نفط خام الاشارة مزيج برنت تدور في فلك 60 دولارا للبرميل خلال عام 2015 مضيفا أن الاسعار ستتحسن لكن ببطء ولن تصل لمستوياتها السابقة قبل عدة سنوات.
وقال المحلل النفطي محمد الشطي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم إن هناك العديد من البوادر الايجابية التي تصب في مصلحة أسعار النفط موضحا أن السوق تأقلم مع الانباء عن عودة النفط الايراني والتي ستكون بطيئة ولن تصل الى طاقتها القصوى المقدرة بمليون برميل يوميا اضافية قبل نحو ثلاث سنوات.
ولفت الى انه من الأمور التي تتطور وتستحق الاهتمام خلال الأشهر المقبلة تقارير الهيئات الدولية الشهرية التي تراقب وتحلل توجهات السوق مشيرا الى أن تقرير سكرتارية منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) لشهر أبريل 2015 أكد على أمور أبرزها تعافي وارتفاع الطلب العالمي من 3ر91 مليون برميل يوميا في عام 2014 الى 45ر92 مليون برميل يوميا خلال عام 2015.
وذكر أن نتائج هذا التقرير تعني زيادة في الطلب العالمي على النفط بنحو 15ر1 مليون برميل يوميا 'وهو مؤشر جيد يعكس تأثير هبوط أسعار النفط على أداء الاقتصاد العالمي وبالتالي معدل تنامي في الطلب العالمي على النفط'.
واضاف الشطي أن 'الامر الثاني والمهم هو أن إجمالي انتاج النفط الأمريكي يبقى عند 6ر13 مليون برميل يوميا خلال النصف الثاني من عام 2015 وهو أيضا مؤشر إيجابي في مصلحة توازن السوق ودعم الأسعار' مبينا أن الانتاج الامريكي سيثبت خلال الربع الأخير من عام 2015 عند متوسط عام 2014 من دون تغيير وهو ما يعد مؤشرا إيجابيا سببه تأثير الأسعار على انتاج النفط الأمريكي'.
وبين أن من الامور الواجب وضعها في الاعتبار اجمالي عدد منصات وابراج الحفر في الولايات المتحدة الأمريكية والذي انخفض من 1862 في عام 2014 الى 1109 في نهاية شهر مارس من عام 2015 وفي كندا من 380 في عام 2014 الى 195 في نهاية شهر مارس 2015 لافتا الى أن ذلك يؤثر في بعض الاحيان بالسلب واخرى بالإيجاب على الانتاج حيث تقليل العدد يعني في بعض الاحيان تطوير اخرى لتنتج اكثر.
وتوقع الشطي أيضا ارتفاع الطلب العالمي على نفط الأوبك خلال الربع الثالث من عام 2015 عند 3ر30 مليون برميل يوميا و 7ر30 مليون برميل يوميا خلال الربع الرابع من عام 2015 'وهذه في جملتها تشير الى ان السوق يسير في اتجاه الاستقرار خلال النصف الثاني من عام 2015 '.
وأوضح أن تعافي انتاج بعض الدول مثل ليبيا والعراق وارتفاع انتاج السعودية وعودة النفط الايراني سيؤثر على تسعير النفط الخام بشكل عام وفي أسواق الشرق بشكل خاص مبينا أن المخاطر مازالت موجودة بشأن ارتفاع المعروض وهو تحد يواجه السوق خصوصا انه من داخل المنظمة (اوبك) وليس من خارجها.
وقال إن التطورات الجيوسياسية تبقى العامل الرئيسي في استمرار دعم أسعار النفط والتي لم تتأثر كثير بارتفاع حجم المخزون او ارتفاع انتاج أوبك خلال شهر مارس بنحو 800 الف برميل يوميا مشيرا الى ان تعزيز المضاربين لمراكزهم في الأسواق الآجلة اسهم في دعم أسعار النفط.
وأفاد أنه لا يمكن تجاهل تقارير مهمة بشأن مستقبل النفط واسعاره خلال الفترة المقبلة ومن اهمها تقرير وكالة الطاقة الدولية لشهر ابريل الذي اشار الي ارتفاع الطلب العالمي على النفط من 5ر92 مليون برميل يوميا في عام 2014 الي 6ر93 مليون برميل يوميا في عام 2015 بزيادة مقدارها 1ر1 مليون برميل يوميا.
ورأى أن هذا التقرير اكد انخفاض في اجمالي انتاج النفط من أمريكا الشمالية من 6ر19 مليون برميل يوميا خلال الربع الثاني من عام 2015 الي 2ر19 مليون برميل يوميا خلال الربع الثالث من عام 2015 ما يعني خفضا فعليا مقداره 400 ألف برميل يوميا 'وهو مؤشر إيجابي لصالح السوق'.
وقال الشطي إن عودة اسعار النفط الى مستوياتها السابقة قبل شهر يونيو الماضي فوق ال 100 دولار للبرميل لن تتحقق قبل عدة سنوات لافتا الى ان قوة الدولار وتعافيه خلال الفترة القليلة الماضية صعبت من الوصول لهذه المستويات.
وأشار الى أن الاسعار ستعافى خلال الاشهر المقبلة ولكن بشكل بطيء وذلك في حال بقاء المعطيات الموجودة في السوق على ما هي عليه الان'.