لماذا يفشل القيادي في الكويت؟!.. سؤال يجيب عنه تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 398 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  لماذا يفشل القيادي..؟

د. تركي العازمي

 

على هامش ملتقى توجيه الشباب لمستقبل مهني (نحن معكم 3) الذي تحدثت فيه يوم 8 أبريل 2015عن أهمية استغلال التعليم الإلكتروني في تطوير مهارات ومعلومات الطلبة سألني أحد الحضور: لماذ يفشل القيادي؟

سؤال لم أتوقعه من زميل يعلم أنني متخصص في الإدارة والقيادة وهو مهتم بهذا الجانب وكان لابد وأن تكون الإجابة له ولكم وهذا ما وعدته به.

أولا يجب أن نفهم أمراً في غاية الأهمية يتمثل في عبارة أطلقها كبير الباحثين في علم الإدارة والقيادة جوسلنج حين قال «إن القيادة بدون أساس جيد من الإدارة ممكن أن تكون مدمرة»!... لاحظ كلمة «مدمرة»: عارف كيف!
ونحن هنا في الكويت نعلم الطريقة التي يتم فيها اختيار القياديين ومعظمهم لا علاقة له بالمجال ولا يملك الأسس الإدارية الجيدة (من دون خبرة في منصب إداري تنفيذي ـ قيادي) وهنا نلخص المعايير التي يجب توافرها في المرشح لمنصب قيادي:

صاحب الرؤية/المستوى الحماسي عالٍ/ مستوى ذكاء عالٍ/ رشيد/ يتسم بالنزاهة والأمانة/ محقق للنتائج/ مصدر إلهام للتابعين له ويستطيع كسب ثقة التابعين له/ يعير الاحترام أهميته في العمل المؤسسي/ يتمتع بمهارة الاتصال والاستماع/ وصاحب قرار.

هذه فقط 10 من المعايير التي يجب أن تكون متوافرة في أي مرشح لمنصب قيادي بما فيهم منصب الوزير حتى وإن برر البعض بأن منصب الوزير سياسي، لكن في المقابل فإن فقدان الوزير لهذه المعايير في الغالب تتسبب في انتكاسة في الانتاجية، وتؤثر سلبا على أداء التابعين له، وإن كان لا يملك خبرة إدارية فإن صفة القيادة التي اتخذها عبر المنصب القيادي ستتسبب بكارثة وهو ما ذكره جوسلنج وغيره الكثير من الباحثين.

إن المنصب القيادي في الكويت يحصل عليه من له نفوذ أو واسطة وهو ما جعلنا نذكر هذه المعايير لأنها بمثابة أسباب فشل القيادي.

ليس صعبا ولا هو بمستحيل أن نغير الوضع الراهن إلى حال أفضل... ليس صعبا على الإطلاق بشرط أن يبتعد أصحاب وسيلة «إذنك خشمك» عن تدخلهم في تعيين القياديين!

اجتماعيا صعب... صح!

لكن يبقى القرار عند أصحاب القرار... فإن قالوا: كفاية العبث في المناصب القيادية فإننا سننعم بكويت الواحة الجميلة التي نحلم بها جميعا وعلى أثره ستتحسن الأوضاع شريطة أن يفسح المجال للقيادي الكفء لاختيار من يراه مناسبا للعمل معه وفق أطر احترافية لقياس كفاءة القياديين التابعين له من خلال جهات محايدة.

الغريب في سؤال صاحبي ليس مقصورا حول سبب فشل القيادي... كان هناك جزء رغبت في عدم التطرق له لأنه يمسني شخصيا وأنا هنا أكتب للجميع وأحاول الابتعاد عن كل ما هو شخصي.

إننا لا نملك العصا السحرية... كل ما نملكه رؤية وفكرا حصلنا عليها بعد خبرة امتدت إلى قرابة 25 عاما لم نطلب من نائب أو صاحب نفوذ «التوسط لنا» إضافة إلى التحصيل العلمي حيث كان محصلة ما انتهى إليه الباحثون في علم القيادة والإدارة وطبقت دراسته على القطاع الخاص الكويتي.. ولم تستفد منها الكويت مع بالغ الأسى!

نحن نكتب النصائح ونبسط التوصيات المحايدة ويبقى الأمر بيد أصحاب القرار... والله المستعان!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك