مشكلة التعليم في الكويت هو أنه مختطف!.. بقلم وائل الحساوي
زاوية الكتابكتب إبريل 16, 2015, 12:59 ص 2342 مشاهدات 0
الراي
نسمات / بل تعليمنا هو المختطف!
د. وائل الحساوي
مشكلة التعليم في الكويت هو انه مختطف منذ زمن ليس بالقصير وذلك من مجموعة من اصحاب النفوذ التي تتبع المنهج التغريبي، والتي تحرص عل ألا يأتي وزير ولا مسؤول تربوي كبير إلا من خلال موافقتها ومباركتها.
ولو كانت اختياراتهم قد تمت على ضوء الكفاءة والنزاهة لما شعرنا بالغبن، ولكن ان يأتي مسؤول بأفكار مسبقة عن كل شيء ثم يعمل على ارباك الجسم التربوي وزعزعة الثقة في الثوابت وتوزيع الاتهامات من دون حساب، فذلك ما لا يمكن فهمه او قبوله!!
الدكتور بدر العيسى، نحترم خبرته الطويلة في الجامعة واحاطته بكثير من مشاكل التعليم، ونحترم صراحته في طرح المشاكل، ولكن النَفَس التغريبي الذي يحمله والذي نعتقد بأنه تم تعيينه من اجل تحقيقه، ذلك النفس يتصادم مع ابجديات الامانة العلمية التي تقتضي منه الحياد في جميع الامور، فقد سارع الدكتور العيسى منذ مجيئه الى الوزارة الى الاعلان عن نيته تدريس اللغة الفرنسية لجميع المراحل دون مراعاة لمدى حاجة البلد لمثل هذه الخطوة وامكانات توفير المدرسين لها، وكيف يمكن التوفيق بين هذا الاعلان وبين تصريحه لجريدة القبس بتاريخ 13 /4 /2015 بأن اللغة العربية لطلاب الجامعة اسوأ من الانكليزية فهل الحل لتلك المعضلة التي يدركها الصغير والكبير بأن نزاحم عقل الطالب بلغة ثالثة؟!
ثم دشن الدكتور العيسى انجازاته التعليمية بتشكيل لجنة لتطوير مناهج التربية الاسلامية بعدما اتهمها بأنها سبب نشوء التطرف، وليته استعان بأصحاب الاختصاص في الوزارة ولكنه جاء بلجنة لا يعرف احد عنها وسلمها هذا الملف الحساس لكي تنسف ما بناه التربويون خلال عقود طويلة!!
فهل يحق لنا ان نقول بأن مناهجنا المتطرفة هي السبب في نشوء تنظيم «داعش» و«القاعدة» وان الاف الاوروبيين الذين يتوجهون اليوم الى الانضمام الي تلك الجماعات المتطرفة هم ثمرة مناهج وزارة التربية الكويتية؟! ارجوكم احترموا عقول الناس ولا تصادموا عقائدهم التي نشأ عليها ملايين البشر وقادوا العالم وانشأوا اعظم الحضارات التي شهد لها القاصي والداني!!
ولم يكتف الدكتور العيسى بذلك، لكنه وجه سهامه الى دراسة الشريعة وتوعد بمنع دراستها في الخارج قريبا، ومن يدري فقد يحقق حلم العلمانيين في الكويت باغلاق كلية الشريعة!!
ثم تحول الوزير الى التعليم الخاص الذي اتهمه بأنه سيىء ويسعى الى الربح، وتحول بعده الى مستوى الطلبة الضعيف، ثم شن حملته الكبرى على هيئة التعليم التطبيقي التي تحتوي اكثر من نصف طلبة الكويت في التعليم العالي، فحط من مستوى شهاداتها ووصفه بالمحزن، وقد تفشت فيها القبلية والتيارات الاسلامية والاخوان المسلمون وهنا لابد من سؤال الوزير: لماذا اعتبرت تفشي التيارات الاسلامية في الهيئة امرا سلبيا، أهو بسبب مخالفتهم للتيار الليبرالي، هذا اذا قبلنا منك تفشي ذلك التيار الذي توالى قمعه منذ زمن طويل في الهيئة حيث حرص وزير التربية الاسبق على إلغاء مناصب ثلاثة نواب لمدير الهيئة تم اختيارهم من خلال لجان متخصصة لانهم منتمون الى تيارات اسلامية سنية وشيعية، ثم جاء بثلاثة اخرين دون معايير واضحة.
اما الطعن بالقبائل الذين هم من مكونات المجتمع الرئيسية فهذا لاشك بأنه طعن بالوحدة الوطنية ولا ينبغي ان يتلفظ به انسان عادي ناهيك عن وزير التربية!! كذلك فإن تشجيعه على طرح إلغاء قانون منع الاختلاط يتصادم مع الحيادية المفترضة في وزير التعليم، واذكر بأن الدكتور احمد الربعي، رحمه الله - وقد كان من القيادات اليسارية، قد تم اقرار قانون منع الاختلاط في عهده بالرغم من معارضته الشديدة له، لكنه رضخ لذلك القانون وسعى لتطبيقه ولم يبد اي اعتراض عليه.
يطول الكلام عن منهج الدكتور العيسى في وزارة التربية والتعليم العالي والذي اعلن عن اعداده خارطة طريق لاصلاح التعليم، وقد بدأها بتصريحه للقبس بأنه قد قام باختيار مدير للجامعة فاعتذر ثم عرض المنصب على آخر فاعتذر، هذا في الوقت الذي تم فيه تشكيل لجنة لاختيار المدير ومازالت اللجنة تدرس الموضوع، فهل هذه هي خارطة الطريق التي سيقود بها الوزير وزارة التربية والتعليم العالي؟!
تعليقات