رسالة العداء المقدسة!.. بقلم وليد الرجيب
زاوية الكتابكتب إبريل 11, 2015, 12:38 ص 624 مشاهدات 0
الراي
أصبوحة / العالم المجنون
وليد الرجيب
نظرة تأملية سريعة لهذا العالم، تكشف لنا بجلاء مدى الجنون والمجون الوالغة بهما دول العالم جميعاً، فوضى وحروب مباشرة وبالوكالة، ومحاولات محمومة للسيطرة السياسية والاقتصادية، وأحلام وأوهام بالتوسع على حساب الإنسان، وفساد الدول يتفوق على فساد الأشخاص في كل دولة، إنها فوضى كما أراد لها كيسنجر.
ما زلت أجزم أن البشرية لم تتقدم، وإنما ما زالت في بدائيتها الأولى، بما فيها سلوك القتل والتفجير والدماء والأشلاء والقمع، البعيدة كل البعد عن التحضر والسلام العالمي والمنفعة المتبادلة، بل إن ما يسمى بالعالم أو الدول المتقدمة، هي أكثر من يمارس البدائية والتخلف، هي أكثر من يمارس العنف ضد الإنسان، مستخدمة مفاهيم مضللة مثل الديموقراطية والإسلام والحق والأمن والاستقرار وغيرها، تلك المفاهيم التي يحترمها الإنسان في العالم، تستخدم من جميع الدول التي تعتبر نفسها متقدمة أو غير متقدمة ذريعة لشن حروب تدمر ما عُمّر وتفني البشر.
فنجد أن الدولة نفسها التي تبيد أو تساهم في إبادة شعب ما، تتباكى على إبادة شعب آخر، وفي الوقت الذي تدعو لحوار سياسي هنا، ترفضه هناك على اعتبار أنه في صالح طرف الشر، تقتل النساء والأطفال هنا، وتتباكى على قتل النساء والأطفال هناك.
وحدها إسرائيل تتفرج على مشهد الكوميديا السوداء وتضحك، ووحدها الشركات والمصانع الحربية الرأسمالية تربح، فاستمرار النزاعات والحروب نعمة للامبريالية، واقتسام النفوذ في العالم أشبه باقتسام الغنائم، والتناحر على مناطق النفوذ هو شهوة أبدية لا تُشبع.
ونحن الشعوب المغلوبة على أمرها، نصدق الآلة الإعلامية التي من مهماتها تجهيلنا وتسويق القتل لنا وشرعنته بحرفية مبهرة، نصفق لهذا أو ذاك ونصدق هذا أو ذاك، ولا نتفكر في مصالحنا وحقوقنا المشروعة.
المسلم يقتل المسلم، والمسلم يكفر المسلم، وكل طرف مدان من الطرف الآخر، وفي هذه الأثناء على الشعوب أن تخرس و إلا، لا أحد يمكنه إبداء رأيه في القتل المقدس وإلا، فالشيطان الأكبر أصبح الحليف الأكبر، ومحور الشر أصبح عكس ذلك، والإسلام أصبحت له نسخ مختلفة ومتناقضة عند بعض الجماعات المختلفة.
عالم يغرق بالجنون والمجون، ولا يوجد عاقل يشخص المرض بعقلانية وبشكل علمي، فالعاطفة هي سيدة الموقف، حتى و إن كانت مضللة، عاطفة قومية وعاطفة دينية وعاطفة طائفية وأخرى قبلية، وكأننا خلقنا لرسالة مقدسة هي العداء وليس المحبة.
تعليقات