لماذا تسير الحكومة عكس التوجهات العالمية؟!.. شملان العيسى متسائلاً
زاوية الكتابكتب إبريل 8, 2015, 12:55 ص 393 مشاهدات 0
الوطن
ملتقطات / من الحكومة إلى الحكومة
د. شملان يوسف العيسى
حتى هذه اللحظة لا افهم لماذا تسير الحكومة عكس التوجهات في كل دول العالم في عصر الانفتاح والمنافسة الاقتصادية والعولمة..لماذا لا تزال الحكومة متمسكة بالنهج القديم الفاشل الذي يتصور ان الحكومة قادرة على ادارة كل مرفقات الدولة..على الرغم من فشل هذه السياسة في الاتحاد السوفييتي والدول الاشتراكية، حتى سقطت المفاهيم الاشتراكية القديمة ودخل الروس والصينيون عالم الاقتصاد الحر.
ذكرنا هذه المقدمة بعد اطلاعنا على التصريحات التي اطلقها وزير المواصلات وزير الدولة لشؤون البلدية عيسى الكندري حيث اكد جهوزية مشروع قانون تحويل البريد الى شركة حكومية واكد الكندري ان الخدمات البريدية بحاجة الى تطوير يواكب ما هو معمول به عالميا ويتسق مع خطة التنمية الحكومية، لافتا الى ان الوزارة قامت بدراسة تحويل مرفق البريد التابع لها ليصبح شركة مساهمة مملوكة بالكامل للدولة وتخضع لقانون الشركات التجارية، يا ناس فهموني..كيف يتم تطوير البريد لمواكبة التوجهات العالمية حسب ادعاء الوزير ويتم تحويله من ملكية الحكومة الى ملكية شركة حكومية؟! يعرف الوزير وحكومته ان الكويت من آخر دول العالم التي لاتزال الخدمة البريدية فيها بيد الحكومة..العالم كله تغير ودخلنا في عصر الشركات العالمية التي تنقل البريد وكل الطرود والاحتياجات التي يطلبها المستهلك في كل دول العالم..مثل شركة DHL والبريد الفيدرالي السريع Fedral Express.
السؤال ما الذي سوف يتغير من تحويل البريد من الحكومي الى شركة حكومية؟! سيكون نفس المالك ونفس الموظفين الحكوميين بالشركة الحكومية..هل القصد من التحويل هو فتح المجال لتحويلها للقطاع الخاص مستقبلا..فاذا كان هذا هو الهدف اذا لماذا شركة حكومية؟ عصر ادارة الحكومات للاقتصاد انتهى مع سقوط الدول الاشتراكية في روسيا واوروبا الشرقية في اوائل التسعينيات من القرن الماضي لأن الشركات والمؤسسات الحكومية فاشلة، ولدينا أمثلة حية في الكويت على فشل الشركات الحكومية منها مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية وشركة المشروعات السياحية، كل الشركات التابعة للحكومة فاشلة وتكلف الدولة ملايين الدنانير سنويا لدعم هذه الشركات.
الآن هي الفرصة الذهبية للحكومة لاعادة النظر بكل سياساتها الاقتصادية السابقة، خصوصا بعد انخفاض اسعار النفط، لكن عقلية المسؤولين في الحكومة لا تزال عاجزة عن فهم مخاطر انخفاض اسعار النفط وما يدور في المنطقة من تحولات سياسية بسبب الحروب الطائفية.
ما نحتاج اليه اليوم هو نهج حكومي جديد لديه رؤية مستقبلية تحاول توجيه الاقتصاد الى اقتصاد انتاجي، وهذا يتطلب تغيير النظم التعليمية وحث المواطنين من الشباب على العمل والانتاج ونبتعد عن المشاريع الحكومية الفاشلة بتحويل البريد من ملكية الحكومة الى ملكية شركة حكومية..لا تسألوني ما الفرق..؟!!
تعليقات