اليمن ليس شوكة مزروعة في خاصرة الخليج!.. برأي حسن كرم

زاوية الكتاب

كتب 505 مشاهدات 0


الوطن

العصا الخليجية الغليظة

حسن علي كرم

 

لعلي لا أرى وسيلة لردع الحوثيين ووضع حد لتماديهم وخداعهم وغرورهم بقوتهم وجمعهم غير استعمال العصا الغليظة التي لا ريب في انها كانت آخر الحلول، فاليمن ليس شوكة مزروعة في خاصرة الخليج انما نحسبه ضلعا من أضلاع الجزيرة العربية والمنطقة الخليجية وعليه فما يترتب على أمن اليمن يترتب بالضرورة على دول المنطقة.
لقد فرض على اليمن، على الرغم من فقره، ان يكون في أهمية استراتيجية وذلك بحكم اطلالته على بحر العرب والمحيط الهندي والبحر الأحمر وباب المندب، وكل ذلك ممرات مائية تتحكم في مصائر دول المنطقة من مرور البواخر وبخاصة البواخر التجارية والناقلات النفطية، وكل هذا شريان الحياة ليس للمنطقة وحسب انما للعالم، ان تشابك المصالح العالمية ادخل العالم كله في منطقة أمنية واحدة، لذلك فالحروب الحديثة ليست حروبا للتمدد او التوسع وكسب مزيد من الاراضي وانما بهدف الاستقرار وحفظ الأمن العالمي.
ان الحوثيين لم تكن لديهم اجندة سياسية واضحة ولا مشروع دولة، وبالتالي كانوا يخطون خطوة ثم يتراجعون عنها، مثلا وقعوا على اتفاقية المشاركة فتراجعوا عنها، ووعدوا الجنوبيين بتحقيق الاستقلال ولحسوا وعودهم، ولا ريب ان للرئيس المخلوع الثعلب علي عبدالله صالح دورا في تذبذب وتضارب او تناقض سياساتهم، فالرئيس المخلوع كان يضرب على وتر مصالحه وهو العودة للسلطة سواء بتنصيب نفسه او تنصيب ابنه البكر احمد ولذلك جعل من الحوثيين حصان طروادة، لاخافة خصومه، كان يمكن ان يستمر الحوثيون في السلطة ولكن شركاء مع بقية المكونات السياسية، الا انهم يبدو قد انخدعوا بقوتهم وانخدعوا بقوة شريكهم الثعلب علي عبدالله صالح.
ان عودة الحوثيين الى وضعهم ما قبل الضربة الخليجية صعبة وعودتهم الى الجلوس على طاولة واحدة مع خصومهم اصعب، على الرغم من أنه لا شيء في السياسة مستحيلا، وعليه يفيد التساؤل عما بعد خطوة عاصفة الحزم، هل يكون للحوثيين أم لجماعة صالح مكان في مستقبل الحكم في اليمن؟ وماذا عن مستقبل الجنوب الذي أيدت فصائله وباركت دك الحوثيين والعفاش صالح؟ هل سيكونون شركاء ضمن الكعكة اليمنية ام سينالون استقلالهم وعودة دولتهم المحتلة؟ والسؤال الأهم ما بعد عاصفة الحزم، هل ينتهي دور ائتلاف القوة الخليجية ويعود كل فريق من حيث أتى نازعا عنه لأمة القتال ولابسا الدشداشة البيضاء رمزا للسلام ورمزا للامن والأمان، ام يبقى مرتديا لأمة الحرب بانتظار تكليفات أمنية اخرى؟!

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك