أصحاب القرار مطالبون باحتضان العقول المنسية!.. برأي تركي العازمي
زاوية الكتابكتب إبريل 3, 2015, 12:56 ص 504 مشاهدات 0
الراي
وجع الحروف / التحالف الكويتي الموعود..!
د. تركي العازمي
يقول النائب عبدالله الطريجي إن 90 في المئة من إنتاج الديزل يهرب إلى الخارج، ويقولون هناك أخطاء طبية،ونقرأ من عيون الأطفال عدم رضاهم من التدريس والتحصيل العلمي الذي نكتشفه نحن الأباء... كل هذا يدفعنا لطرح التساؤل الوحيد ولا غيره قد يخطر في مخيلة الكثير: ما هوالحل؟
وجهة نظري طرحتها في مقالات كثيرة منذ سنوات عدة وأنا والفضل يعود لله أبعد هوى النفس وميولها عندما أهم بكتابة المقال.
إنني أبحث عن تحالف كويتي موعود؛ أعضاؤه أصحاب العقول النيرة من الكفاءات بعيدا عن المحاصصة والواسطة «على كبر» فالكبير يحتاج عناية خاصة!
أعني «على كبر».. إن الكويت ومنذ أن كانت سكانيا الأعداد صغيرة اعتادت على المجاملة الاجتماعية وحسابات «غير منطقية» في إسناد المهام الإشرافية والقيادية لغير أهلها ومن الطبيعي عندما كبرت أصبحت «الواسطة» والمحاصصة آثارها أكثر سلبية ومع مر الأعوام ثبت لنا أن الأحوال بحاجة إلي عناية خاصة: كيف؟
الكيف معلوم قياديا واستراتيجيا لكن تطبيقه هو المطلوب البحث فيه وهو ليس موضوع المقال لأسباب لا تخفى على أحد.
قياديا وإستراتيجيا٬ الكويت وبعد أن «كبرت» يجب أن تؤمن بالحاجة الملحة لإنشاء تحالف كويتي خاص لا يدخله إلا كل كفاءة يتصف بالنزاهة والقدرة على إيجاد نقلة نوعية وفق نتائج ملموسة يشعر بها المواطن البسيط على أرض الواقع وزد على ذلك وجوب رؤية واضحة لكل عضو من هذا التحالف الذي ننشده!
والتحالف المطلوب يبدأ من إنشاء مجلس أعلى للتخطيط الاستراتيجي (القيادة الاستراتيجية) ومن أهم مهامه أن يتولى وضع استراتيجية أعمال لتحقيق الأهداف المرسومة والتنسيق مع كل وزير أو قيادي معني بجزئية منها وهذا التوجه سيلغي «حكاية» رؤية الوزير التي ينسفها الوزير الجديد ونعود مع كل تغيير إلى نقطة البداية وهو ما يعني غياب العمل المؤسسي المدعوم بمجلس إستراتيجي للتخطيط.
أعتقد أن كلامي هذا غير مفهوم من البعض وهم غير ملامين لكن أصحاب القرار مطلوب منهم احتضان العقول المنسية وقد طرحت بعض التصورات لبعض أصحاب القرار لكن يبدو أن الزمان ليس بزماننا.
نحن نبحث عن أهداف مرسومة بعناية ونتائجها ملموسة يشعر بها الجميع وعلى مختلف الأصعدة فكل عوامل النجاح متاحة!
لا خيار أمامنا بعد أن أصبح النموذج القيادي غريباً عجيباً... فلا توجد معايير واضحة ولا شعور بأهمية المناصب القيادية لدى أحبتنا أصحاب القرار.
أذكر أنني تحدثت مع زملاء عن نموذج المجلس الأعلى للتخطيط الاستراتيجي وإعادة هيكلة المنظومة القيادية وفق منظور قيادي أخلاقي وكان الرد «تتكلم جد بو عبدالله... ما يبون والله ما يبون.... منو أنت أو غيرك عشان يسمعون لكم: خل أخلاقيات العمل لكم»!
لم يوقفني هذا الرد ولا بعض الردود الأخرى عن الاستمرار في توجيه النصيحة لعله يأتي اليوم الذي يعلن فيه عن المجلس الأعلى للتخطيط الاستراتيجي ونجد أحبتنا الكفاءات وهم يتقدمون الحضور معلنين عن رؤى إصلاحية بأهداف مرسومة استراتيجيا بعناية وتحدد لها المدة الزمنية للتنفيذ و.. ( إذا يبون يحطون ربعهم لا بأس إن توافرت فيهم معايير القيادة)!
.... لا تقول «انفخ».... أنت عطني «البرطم» أولا ثم أطلب مني أن أنفخ الغبار عن القيادات التي لم تقدم لنا النقلة النوعية المرجوة فكل شيء على نفس الخطى يسير والله المستعان!
تعليقات