هل وصلت البشرية إلى مرحلة الشيخوخة المضطربة؟!.. فاطمة البكر تتساءل

زاوية الكتاب

كتب 348 مشاهدات 0


القبس

وهج الأفكار  /  اهتزاز كفة 'الميزان'.. وتدهور عالم 'الإنسان'!

فاطمة عثمان البكر

 

خلق الله الإنسان، فأحسن خلقه، فضّله الله على سائر المخلوقات، وكرّمه بأن جعله خليفته على الأرض، وحمّله «أمانة» إعمار الأرض، ليعمرها بالحق والخير والجمال. زوده بنعم العقل والإرادة، والاختيار. ومنذ فجر الإنسانية والصراع دائم وقائم بين الخير والشر، والحق والباطل، وينتهي هذا الصراع بغلبة الحق على الباطل، مهما طال أمد هذا الصراع.
فإذا كانت للباطل «جولة»، فاللحق دولة ونصر مؤزر، حتى تقوم الساعة، ويبقى البقاء للأصلح.
منذ منتصف هذا القرن يشهد العالم اهتزازاً صارخاً لكفتي الميزان.. صراع لم تسلم بقعة واحدة منه على امتداده، اتخذ أشكالاً وصوراً مختلفة، تراوحت بين ثورات خلاّقة، وفوضى عارمة، تداخلت وتشابكت أحداثها، سياسية، اقتصادية، طائفية.. اختلطت وسادتها الفوضى التي بدورها، غيبت أهدافها المعلنة والخفيّة.. عالم اليوم تحوّل الى «كتلة من نار»، حالة من الاضطراب، حتى غدا عالم الحيوان، وقانون الغاب أكثر استقراراً وأعدل ميزاناً! فصراع الغاب صراع غريزي من أجل البقاء، والبقاء فيه للأقوى، ما دامت الغريزة هي المتحكمة فيه، صراع واضحة معالمه ومحسومة اهدافه.
وكردة فعل نشاهد اليوم اسباب اتجاه الانسان الى احتواء الحيوانات الأليفة والاهتمام بهذا العالم «الواضح المعالم»، وانظروا وراقبوا هذا الاتجاه في كل وسائل الاتصال الحديثة، فهي تزخر بقصص واهتمام كثيرين بهذا العالم. فالقطط الأليفة، والكلاب الوفية، والإبل الصابرة الشامخة، والخيل التي هي معقود على جبينها الخير، كلها اليوم تحظى بالاهتمام. وأصبحت تلك الحيوانات ــ وحتى الشرسة، منها مثل الأسود والنمور ــ هي تحتل «البطولة» في كل وسائل الاعلام ووسائل الاتصال التكنولوجية الحديثة.
هل يا ترى وصلت البشرية الى مرحلة الشيخوخة المضطربة، هل هي الحرب العالمية الثالثة، كما تنبأ بها المحللون والمراقبون، هل هو عالم يتمحور، يتشكل، يموج، ايذاناً بولادة عالم جديد من رحم الأحزان، ليعدل كفتي الميزان؟!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك