لسنا في المدينة الفاضلة!.. بقلم بهيجة بهبهاني
زاوية الكتابكتب مارس 19, 2015, 12:44 ص 380 مشاهدات 0
القبس
تحت المجهر / الأمين العام للجامعة.. لماذا؟!
أ.د بهيجة بهبهاني
صرّح الأمين العام لجامعة الكويت في إحدى فعاليات الجامعة تصريحاً شديد الوطأة على المكانة الأكاديمية لأعضاء الهيئة التدريسية في جامعة الكويت، واتهم بعضهم بالتغيب عن المحاضرات وإهانتهم للطلبة وبالتلاعب بدرجاتهم وتشجيعهم على التطرف الديني، وكذلك قام باتهام بعض أعضاء هيئة التدريس بمخالفات مالية تتعلّق بأموال مكاتب الاستشارات في الكليات الجامعية!
أعتقد أن الأمين العام للجامعة لم يقدر الأمر جيداً قبل التصريح به للإعلام، ولم يفكر في عواقبه، فلماذا التعرض إلى مكانة أعضاء هيئة التدريس والتشهير بهم، وبهذا الصرح الأكاديمي رغم عدم تقديمه جميع تلك المخالفات الجسيمة موثّقة بالأدلة إلى المسؤولين للتحقق منها، واتخاذ الحلول المناسبة لها؟! إن تصريحه عن الأمور الأكاديمية لا علاقة له بالشؤون الإدارية التي يرأسها في الجامعة. أما ما ذكره عن التسيب والفساد الإداري والمالي، فهو مسؤول عنه، ولديه جميع الصلاحيات لمحاسبة الموظفين المقصرين، ولم يصرّح بأنه اتخذ عقوبات جادة وصارمة بحقهم؟ ولا بد له الآن أن يفصح عما لديه من إثباتات لتقديمها إلى الجهة القضائية، أو يتم إجراء تحقيق رسمي معه لمحاسبته على التشهير ببعض أعضاء هيئة التدريس من دون أدلة وبراهين! إن الوضع في كليات جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب ما هو إلا انعكاس للوضع المجتمعي الكويتي، ولكل مجتمع آخر بدول العالم. فالهيئة التدريسية والطلبة والموظفون هم أفراد من المجتمع، ولسنا في المدينة الفاضلة الأفلاطونية التي جميع أفرادها مثاليون، فلا بد من وجود قلة من الأفراد المفسدين، وهذا دور المسؤول عنهم والذي يتسلم - بالإضافة إلى راتبه - شهرياً مبلغاً محترماً من المال العام كمكافأة لأداء اختصاصات منصبه - بحسب اللوائح - في متابعة ومحاسبة الموظفين المقصرين، فهل قام الأمين العام بهذا الأمر؟ ولماذا لم يستخدم عضلات يده ليقدم شكاوى إلى المسؤول الأعلى لاتخاذ ما يلزم بحقهم، بدلاً من إطلاق بالتهم لهذه المؤسسة التعليمية الراقية، والتي تضم النخبة الفكرية المجتمعية؟!
إننا نطالب معالي وزير التربية وزير التعليم العالي بأن يطبق القرارات المتعلّقة بإحالة كل مسؤول في الإدارة الجامعية إلى التحقيق والمحاسبة بحزم و شدة، وحتى الفصل إذا ثبتت إدانته بالإساءة إلى مكانة الجامعة والعاملين فيها أمام كل من المجتمع المحلي والعربي والعالمي. فلقد بنى الأساتذة مكانتهم الأكاديمية الراقية بجهد وإخلاص، ويجب ألا تمس بسوء.
تعليقات