من النادر كما يرى محمد الشيباني ألا تجد بلداً اليوم لا تُهتك فيه حرية!
زاوية الكتابكتب مارس 14, 2015, 12:53 ص 367 مشاهدات 0
القبس
الحريات التي انقرضت..!
محمد بن إبراهيم الشيباني
لقد رجعت الأنظمة العالمية الحالية إلى ما كانت عليه من جبروت واستبداد وطغيان إلى بعد الحرب العالمية الثانية، واستعمارها للدول الفقيرة والضعيفة. كانت تلك الأنظمة يزعجها ويقض مضجعها من ينتقدها وسياستها وأساليب إدارتها للحكم، فكانت تقمع الشخصيات آنذاك وتسجن وتنفي إلى الجزر والدول البعيدة عن بلدانها.
لقد سجلت الوثائق السياسية القديمة ذلك، وكتب المفكرون في مؤلفاتهم أو في تراجم الشخصيات كيف كان يقمع من ينادي بخروج الاستعمار أو استبداد الحكام وانفرادهم في الحكم والسلطة وإقصاء الوطنيين الأحرار.
عاش الإنسان دهراً طويلاً -كما قال الكواكبي- يتلذذ بلحم الإنسان ويتلمظ بدمائه، لقد تفنن المستبدون في الظلم، يأسرون ويذبحون قصدا بمبضع الظلم كل من تكلم وانتقد أنظمتهم، وما زال ذلك سائراً إلى اليوم، مع الفارق في زيادة الأجهزة الحديثة التي تستخدم في القبض على الناقد أو طالب الحرية للآخرين الصامتين من الذين تؤكل حقوقهم ولا يستطيعون ردها حتى من عبيد النظام وسدنته وحماته.
من النادر ألا تجد بلداً اليوم لا تُهتك فيه حرية إما بالقتل أو السجن والاعتقال حتى في أرقى الدول من التي تسمى الديموقراطية وراعية حقوق الإنسان، فهذه أميركا ومعها دول الغرب بالأمس واليوم قتلت الكثير من المطالبين بحرية حقوق الفرد والمجتمع وإنقاذه من براثن العبودية والاستعباد، وآخرهم الروسي بوريس نيمتسوف، المنادي بالحقوق المدنية ونقده لسياسة بوتين التي أدت إلى تأخر روسيا ودخولها الحرب مع أوكرانيا، فالكل غالبا يجمع على أن من قتله هو النظام، لأنه أصبح معارضاً شعبياً جديداً متبوعاً من الشعب من الممكن أن يؤثر في النظام في المستقبل، وهو رسالة لكل روسي يطالب بالحريات وينتقد سياسة بوتن أو الحكومة، لأنه سيجرى عليه الحكم نفسه، وذلك حتى لا يجرؤ أحد على المطالبة بالحريات والحقوق المدنية والتصدي لها! هكذا في بعض دول العالم ترى الشعوب أنه لن ينتهي الظلم فيها إلا بموت الحكام أو سقوط الحزب أو الفئة الحاكمة.
• الوطن..
«أيها الوطن الباكي ضعافه: عليك تبكي العيون وفيك يحلو المنون. إلى متى يعبث خلالك اللئام الطغام؟ يظلمون بنيك ويذلون ذويك. يطاردون أنجالك الأنجاب ويمسكون على المساكين الطرق والأبواب. يخربون العمران ويقفرون الديار؟» (الكواكبي)
تعليقات