عن أزمة المعارضة السياسية!.. يكتب وليد الرجيب

زاوية الكتاب

كتب 367 مشاهدات 0


الراي

أصبوحة  /  أزمة المعارضة السياسية

وليد الرجيب

 

هناك ثوابت تتفق عليها غالبية الشعب الكويتي، وهي التي تؤدي إلى الاستقرار والأمان والرخاء والتنمية والتطور، فغالبية الشعب تطمح لأن تصبح الكويت دولة ديموقراطية حقيقية، دولة مدنية حديثة، تُحترم فيها الحريات وحقوق الإنسان، وتتحقق فيها العدالة الاجتماعية الحقيقية وتكافؤ الفرص، ويقضى فيها على الفساد.

وتحقيق الإصلاح أياً كان سياسياً أو إدارياً أو كاستراتيجية تنموية، يقود إلى طريق النهضة الشاملة، ولا يتم بإرادة فردية أو بإرادة زعامات سياسية أو قوى معارضة منفردة، لكنه يتم بالإرادة الشعبية وبميزان قوى شعبي تحت شعارات وطنية واضحة، وتوافق لقوى المعارضة التي من واجبها تعبئة الجماهير وتوعيتها بمطالبها وقيادتها وتنظيم حركتها.

ومن المعروف أن التنظيمات السياسية يجب أن تمثل مصالح طبقات اجتماعية، فهذا هو الوضع الأمثل لقوى سياسية ناضجة، ذات برامج سياسية اجتماعية اقتصادية محددة، وهذا لا ينطبق على أغلب قوى المعارضة السياسية في الكويت.

فعندما نضع خارطة المعارضة السياسية على الطاولة، لا نقرأ فيها شروط ومستلزمات قيام هذه التنظيمات والتيارات على الأسس التنظيمية السليمة، فبعضها يلتف حول زعامات وليس على برامج سياسية واجتماعية، والبعض يضع في أولويات برامجه الدين أو الطائفة أو القبيلة، على أولويات ما أسميناه بالثوابت الوطنية، وأغلب تنظيمات المعارضة تركز على أجندة واحدة هي الانتخابات النيابية، وهي ليست كل العمل الجماهيري المطلوب لتحقيق الثوابت الوطنية، والبعض منها شعبوي الرؤية والعمل والمطالب، ولا يستطيع اصدار بيان سياسي متماسك، بمطالب وطنية تقود إلى الإصلاح المنشود.

ولأنه لا يعتد بالعمل المؤسسي عند قوى المعارضة في الكويت، يحدث أن يدعو شخص واحد فقط القوى السياسية للاجتماع أو لتنسيق عملها، كما توجد آفات أخرى تعيق تطور قوى المعارضة، فهناك مشاريع مختلفة ومتناقضة، وهناك رغبة فردية من تنظيمات لقيادة الجماهير، وضرب التنظيمات الأخرى بعرض الحائط، لدرجة أن كل تنظيم أو تيار معارض يعتبر نفسه الوصي على أطراف المعارضة الأخرى، وهو الأحق بالقيادة والزعامة، وتنشغل بعض القوى بالقفز على مبادرات قوى أخرى، لتستأثر بالقيادة وكسب الشعبية، وترتمي بعض قوى المعارضة في أحضان السلطة، أو تضع رجلاً في المعارضة والأخرى في مشروع السلطة، والبعض يعتبر الجماهير الطموحة للإصلاح والتغيير مشروعات ناخبين.

هذا ناهيك عن المنافسة على الزعامة داخل التنظيم نفسه، وتشرذم قوى المعارضة وعدم اتفاقها على الثوابت أو المشروع أو الأهداف الوطنية، وهذا لا يعبر عن مشكلة بنيوية في المعارضة فقط، ولكنه يعبر عن أزمة تعيشها على أرض الواقع، وكأنه لم يكن هناك تاريخ طويل من المعارضة السياسية يعود إلى بدايات القرن الماضي.

الجماهير الشعبية تطمح إلى شيء، بينما أغلب قوى المعارضة تحركها مصالحها أو أجنداتها أو زعاماتها، بحيث تحولت هذه الزعامات من رموز وطنية، إلى رموز مقدسة بحد ذاتها، وهو أمر يدعو الناس للتذمر والاستياء والتناحر في القضايا الهامشية، على حساب قضايا وثوابت الوطن، فمتى تنضج قوى المعارضة الكويتية.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك