السلام وحمامته بقلم - فهد بن رشاش
زاوية الكتابكتب مارس 10, 2015, 8:37 م 1053 مشاهدات 0
منذ وعيي وأنا أرى رمز السلام تلك الحمامة البيضاء التي ترمى بطريقة ( اتيكيتية ) للسماء كي تحلق وكأنها تعلن بداية السلام ، السلام كما يدعون ! بل والذي يزينونه قبل حتى افتعالهم الحرب والمشكلة ! هو كالمشهد المدبر بكل تفاصيله .
وكبرت وحمام السلام زاد عدده حتى تزاحم بالسماء ، زاد لدرجة أني فهمت السلام كالمٓلٓوان لابد وأن يدركاننا في كل يوم ، وكأن تواجدها طبيعي لطبيعية ما هي نتيجته (الحرب والدم) ، فالتناسب بين السلام والحرب طردي من حيث التسابق على الحضور بمسرح دول العالم الثالث ، وهو أيضاً مُدبر لإشغال هذه الدول من ناحية ، وتشغيل معتدات وراجمات وصواريخ و والخ الدول المتقدمة من جهة اخرى .
أصحاب هذه الشعارات لم يكذبو علينا بل نحن من صنعنا الكذب على لسانهم ثم نصدق ذلك بكل سذاجة ، في القرن الماضي كنّا كما قال مالك بن نبي : 'أن أمتنا لديه قابلية الاستعمار'، أما الآن إضافة لما قاله مالك نقول تعدى الأمر القابلية كونه أصبح شغفاً بالمُستعمر حتى :
أصبحنا نمهد لهم الطريق ...
ونعطيهم مبررات التدخل بشؤوننا...
نتسابق بإظهار الخضوع والذل بإسم التعاون ...
ثرواتنا نملكها فقط بعنوان بلد المنشأ ...
يا مالك سلاح القتال ولّى مع زمانكم ، وسلاح الفكر ينازع ،
، يا مالك لم نعد مستعمرين بل ضيوف ببلداننا وعلى خيرات بلادنا يُمن علينا ...
ارتبط اسم السلام كمؤتمر او معاهدة بمعنى القهر والقضاء ليس على الظالم وظلمه بل على المظلوم وحقه ، هذه الحقيقة التي نراها إلا أننا لا نتقبلها ، فتجرعنا للضعف وطعمه طغى على كل الحقائق .
اوهمونا ان حمامة السلام البيضاء لحقن الدماء وتضميد الجروح ، وهم بها يجرّحوننا أكثر كي نقتل بعضنا البعض ، فها هي جمهورية مصر كمثال تقصف ليبيا واهلها بإسم الثأر لمن قُتل على ظهرها من أبنائها !! وللعلم ليس بأيدي جيرانهم كما نعلم جميعاً ! بل بأيدي من يستعدون لإقامة حفل سلام خاص (يتخلله فقرة رمي ذاك الحمام الأبيض) بين البلدين ، والنتيجة واضحة ستحتفل جميع الدول العربية بهذا الحفل ، بل شاكرين لمن اقامها متفضلاً عليهم كما يترجمونه لشعوبهم ...
جميع لقطات هذا المشهد مريرة إلا أنها بالفعل هي الحقيقة.
ما بعد النقطة :
بعد هذا كله أدركت أن حمامة سلام ليست حمامة ولا علاقة لها بالسلام ، بل هي جرذ لئيم يفعل بأمتنا الحرام .
تعليقات