عن الطلاق وأثره على المجتمع يكتب - محمد ابن سليّم

زاوية الكتاب

كتب 1137 مشاهدات 0


ما بين الليل والنهار يوجد بصيص امل ، لكي نتلافى اخطائنا الحياتية اليومية والمزمنه والطارئة .
وفي بعض الاحيان يجب علينا ان ندق ناقوس الخطر لكي لا تكبر بعض المشاكل والاختلافات لتولد الانفجار ، والقضية التي انا بصدد التحدث عنها كبيرة وخطيرة بنفس الوقت .
والارقام التي ذكرت من قبل جهات الاختصاص تدل دلاله واضحه على عظم وتفاقم هذه القضية ، التي يعاني منها المجتمع الكويتي ، وللأسف ابطالها شباب وشابات الكويت ، والآباء والامهات والأسرة مجتمعه .
وانا هنا اركز على الأسرة التي هي صمام الامان والركيزة الاساسية لبناء كل مجتمع متماسك وصلب .
وكذلك أركز على دور الأم في هذه القضية بالدرجة الاولى ، فهي المعنية اكثر من الرجل بسياق هذا الموضوع ، فالأمهات هن سيدات هذا المجتمع وملكات هذا الكيان ومن غيرهن لاتوجد حياة كامله .
فهن النصف الآخر لكل رجل ، وبهن يكمل الرجل نصف دينه .
فهن ملح هذه الدنيا وبهن تحلو الحياة ، فهن الجواهر الثمينة والكنوز الحقيقية التي يتزين بهن كل بيت وأسرة ومجتمع .

( الام مدرسةً اذا اعددتها اعددت شعباً طيب الاعراق ) .
( وراء كل رجل عظيم إمرأه )

ولكن للأسف الشديد ، ما عادت هذه الجوهرة المصونه في مجتمعنا المحافظ كما كانت امهاتنا بالسابق ، ولا عادت تلك التربية والتعليم والنقش بالحجر ، التي كانت تمارسها الام من خلال تربيتها لابنائها منذ نعومة اضافرهم ، وأخرجت تلك التربية مجتمعات محافظة وأسر متماسكة ، فكان الامن والامان والمحبه والألفة بين الجميع .
وأنا هنا لا أتهم الجميع ، ولكن الغالبية العظمى هم موضع اتهام والسبب هذه الأرقام المخيفة لحالات الطلاق والخلع في مجتمعنا .
وللاسف الشديد دخلت علينا الحضارة الزائفه والانفتاح العالمي بنتائج سلبية على جميع الاصعدة ، وخصوصاً تحت مسمى حقوق المرأه أو تحرير المرأه ، وبهذه الحيل والألاعيب المسمومة والمدسوسة والموجهة بعناية فائقة ، تم تدمير كثير من الأسر العربية والإسلامية ، بصورة دراماتيكية ، بلا حروب ولا أسلحه ، سوى سلاح ( تحرير المرأة ) .
وللأسف الشديد لم نأخذ من تلك المجتمعات المتقدمة تكنلوجياً وعلمياً وفكرياً وثقافياً ، إللا ما يهدم مجتمعاتنا المتماسكة والمحافظه ألا وهو تحرير المرأة .
وسوف أتطرق لقضية الطلاق او الخلع ، التي اصبحت تؤرق المجتمع الكويتي المحافظ ، وسأتكلم بكل شفافية وصراحه والتي من الممكن انها لا ترضى الكثيرين .
ولكي نضع النقط على الحروف ، لابد ان نتدرج بمعرفة الأسباب الحقيقية
لكثرة حالات الطلاق والخلع ، بدايةً كأي شاب وفتاة حالمين بحياة جديدة وسعيدة ، يقبلون على الزواج ، وفي كثير من الأحيان ، تحت مبدء الأعراف والتقاليد ، بإختيار الزوجة أو الزوج ، يعني خطوبة بدون سؤال .
( خذوه فغلوه ) .

أو ان فلان تزوج مو احسن مني ، او فلانه تزوجت وانا لازم اوافق على اول رجل يتقدم لي ، ولإرضاء غرورهم
شوفوني ترى تزوجت ، والشاب يتقدم لأول فتاة جدامه ، طار فيها وحبها او حبته ، وتعرفون الايام هذي الحب على أفا من يشيل .
شاف صورتها عن طريق الخطابة أو المعارف ، يمه شحلاتها تهبل ، أو يمه شحلاته ينحب ، وهات غراميات طبعاً هذا في مخيلتهم فقط ، بس مجرد ان الاهل اذكرو اسم الشاب او الفتاة المراد الارتباط فيها للخطوبة ، وهات ياعشق وغرام وهيام وأفكار تودي وتجيب .
يجب على ولي الامر ان يحسن الاختيار ، فهذا زواج وليس علاقه عابره تنتهي بمجرد العقد .

الزواج رحمه مهداة من الله عز وجل للبشرية ، ففيها يتميز بني البشر عن سائر المخلوقات ، لوجوب حفظ بصمة كل رجل وإمرأة بالحلال ، ولكي لا تختلط الانساب .
بالأمس القريب في مقاعد الدراسة او بداية العمل الحكومي ، واليوم سيصبحوا أزواج المستقبل .
فلتحسنوا الاختيار وعلى الأم ان تتدخل بنزع فتيل التوترات ، وليس إشعالها وهناك من الأمثلة الكثير وسوف اذكر البعض منها
بنتي حاكرينها .
بنتي مايشتري لها زوجها . بنتي مو خدامة عندكم .
بنتي بنتي الخ .... .
وكذلك والدة الزوج عليها ان لا تتدخل بحياة ابنها .
إلَّا بالحق .
زوجتك ما تشتغل في البيت ، زوجتك كله تكسر كلامي ، زوجتك ما تقعد معاي ، زوجتك رفله وجريئة
الخ ... .
وكذلك عدم تدخل الاخوة من كل الطرفين ، وأن لايناصروا طرفاً على حساب الطرف الآخر ، بل يجب ان يكونوا عقلانيين ومصلحين فمصير كثير من الاختلافات هو الحل .
وكذلك يجب على الزوج عنتر زمانه ، ان لا يفرد عضلاته على هذه المخلوقه الضعيفة يعني يسمعله كلمتين في الديوانية ، ويبي يطبقهم في البيت على زوجته المسكينه يعني ابضاي ( زلم ) .
وكذلك على الزوجه ان تخاف الله في زوجها ، خلال جاي الضحى والزوارة ، وان تكون أمينه على أسرار بيتها وزوجها والحموله اللي دخلت عليهم ، وتسد بوزها وعلى فكرة ، تذكري اللي مشرعه فيه ومشرشحته جدام زوير وعوير ، تراه زوجج وان اختلفتوا ، يجب ان تراعين الله سبحانه فيه وفي حقوقه الشرعية .
والاسباب كثيرة التي تجعل من المرأة سبب رئيسي للهدم لما يغلب على قراراتها في كثير من الأحيان العاطفة ، أو فلانة قالت وبلا دليل مادي ملموس أو محسوس مما يولد الاخطاء ، والشك والريبه .
وسأذكر كذلك بعض المشاكل الحياتية اليومية والتي أصبحت مشكلة كبيرة في هذه الأيام ، ولكي تعرفوا عظم هذا الموضوع .
الرفاهية الزايده عن الحد .
الخلفية الإجتماعية وتفكك بعض الأسر ، مثلاً حالات الطلاق بين الوالدين ، مما يتسبب بضياع الابناء ، ومن المؤكد ان البعض يطبقها في حالة زواجه ، لانه خرج من عائلة مفككة .
وكذلك الخلفية الثقافيه لعدم وجود تكافئ في مستوى التعليم بين الطرفين ، وكذلك ضعف شخصية البعض وعدم القدرة على إمتلاك القرار .
وكذلك قوة شخصية والدة احد الطرفين بحيث تريد ان
تسيطر على الوضع كأنها قائد فيلق عسكري في حالة حرب ، وان تكون الآمر الناهي،  وأن يصبح الزوج سكانه مرته الخ ... .
وكذلك انت ايها الزوج ، يجب أن تعي أن هذه الفتاة أتت من بيت اسرتها وهي معززه مكرمة مدللة ، فأحسن لها وأصبر على اخطائها حشمةً وكرامه للعشرة التي أصبحت بينكم وان كانت في بدايتها ، وكذلك لمن فضَّلك وأختارك من بين كثير من الخواطيب وزوَّجها لك .
وكذلك انتي ايها الزوجة
اصبري واحتسبي الاجر فهذا الزوج قد أتاك بعد ان كان لايحمل اي مسئولية
على عاتقه .
كل بيت مليئ بالمشاكل هذه سنة الحياة ، ولابد ان نتأقلم مع مشاكلنا بالهدوء واللين وقليل من العقل ، حتى تستمر عجلة الحياة بالدوران .
وان نبني وونُكّـونْ أسرة وبيت ومجتمع مليئ بالسعادة والحب والألفه والرحمه والأمان .
ايها الآباء ايتها الأمهات الموضوع خطير لا تتهاونوا ابداً نحن أمام معضله حقيقية ان لم نتدارك خلافاتنا الاسرية ، وننتبه لفلذات أكبادنا ، فهم يكبرون وبحاجه لصدور دافئه وحنونه وناصحه ، تأخذ بأيديهم لبر الأمان ، ولنزرع لهم بذرة الخير في طريق نجاحهم بحياتهم الأسرية الجديدة بكل تأني ولين وهدوء .

الآن - رأي / محمد جميل إبن سليِّم

تعليقات

اكتب تعليقك