أمير قطر تميم بن حمد: 'اليأس' وليس 'الإسلام' هو من يقف وراء الإرهاب

خليجي

4408 مشاهدات 0


قال أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إن 'اليأس' وليس 'الإسلام' هو من يقف وراء الإرهاب ويجب أن نواجه هذا اليأس الذي لا يعرف دولة أو دين، إذا أردنا وقف موجة الإرهاب.

وأضاف الشيخ تميم بن حمد في مقال بصحيفة 'نيويورك تايمز' الأمريكية بعنوان 'رسالة قطر لأوباما' نشرته اليوم بمناسبة زيارته لواشنطن، 'إنني أعلم أن الكثيرين في الغرب ينظرون إلى التهديد الإرهابي ويقولون إن المشكلة هي الإسلام، ولكنني كمسلم، يمكنني أن أخبركم أن المشكلة ليست في الإسلام، بل في 'اليأس'.

وتابع، 'إنه ذلك اليأس الذي ينتشر في مخيمات اللاجئين السوريين والفلسطينيين، وفي المدن والقرى التي أنهكتها الحرب في سوريا والعراق واليمن وليبيا وغزة، إنه ذلك اليأس الذي نراه في الأحياء الفقيرة من المدن الأوروبية الكبيرة، وحتى في الولايات المتحدة، ويجب أن نواجه هذا اليأس الذي لا يعرف دولة أو دين، إذا أردنا وقف موجة الإرهاب'.

وأوضح أنه ليس المقصود من ذلك تبرير الإرهاب؛ مشيرا إلى أن   قطر أطلقت إدانة قوية للأعمال الوحشية التي ترتكبها هذه الجماعات المتطرفة، وموقفها ثابت في دعمها لمجموعة كاملة من المبادرات الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب.

وأكد أمير قطر، أن معالجة الأسباب الجذرية للإرهاب تتطلب على المدى الطويل نهجا أعمق، وأكثر استراتيجية لهذه المشكلة، وقادة سياسيين لديهم الشجاعة للتفاوض حول حلول تعددية وشاملة للنزاعات الإقليمية تتضمن تقاسما للسلطة، وتتطلب أيضا إخضاع الطغاة للمساءلة.

وأعرب عن أسفه لكون الحرب ضد الإرهاب، في بعض الحالات، تساعد في الإبقاء على الديكتاتوريات الملطخة بالدماء التي ساهمت في صعوده، مؤكدا، 'نحن نعتقد أن المعركة ضد التطرف العنيف لن تنجح إلا إذا اقتنع سكان المنطقة بأننا ملتزمون بإنهاء الحكم الاستبدادي لزعماء مثل بشار الأسد، الذي يقوم بتنفيذ إبادة جماعية ضد شعبه، ولكن المسؤولية للقيام بذلك يجب ألا تتحملها الولايات المتحدة وحدها، بل يجب على الدول العربية العمل معا لإيجاد حل سياسي لسوريا '.

كما أكد، أنه يجب علينا أيضا أن نعد أنفسنا على المدى الطويل لتجنب أنواع الفشل الكارثي الذي شهدناه في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين في عام 2003، ويجب أن نركز جهودنا بعد الحرب في سوريا وأماكن أخرى على توحيد الناس كمواطنين متساوين داخل دول ذات سيادة وفي الوقت نفسه، يجب علينا تجنب تعميق الانقسامات الطائفية التي تضعف الحكومات والدول، وتغذي نيران التطرف العنيف. وينبغي أن يبدأ هذا بجهد واعي لمكافحة المحاولات السافرة لتعميق واستغلال الانقسام بين السنة والشيعة لأغراض سياسية.

ودعا أمير قطر لإيجاد حلول دبلوماسية للصراعات التي طال أمدها والتي تعمق عدم الثقة وتغذي الإحباط الذي يولد التطرف. ويجب أن ينتهي الاحتلال العسكري لفلسطين والمستمر منذ عقود طويلة، ويجب إنشاء دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة. سيكون من السهل استبعاد توقعات حل هذا الصراع الشائك، لكن مما تجلى من حصار غزة العام الماضي، فإن الوضع الراهن لم يعد خيارا.

وذكر، أنه على مدى السنوات الثلاث الماضية، وقف المجتمع الدولي موقف المتفرج، في حين طغت سياسات مهينة على آمال شباب العالم العربي نحو الحرية والعدالة والأمن الاقتصادي، لكن على الرغم من كل التشاؤم الذي تولده قوى العنف والقمع، مازال شباب العالم العربي صامدا وملتزما بمستقبل أفضل، وما زالوا يأملون في شرق أوسط تحترم فيه الكرامة الإنسانية، وتطبق فيه العدالة بشكل صحيح ، لكن آمالهم لن تدوم إذا لم نبدأ بالعمل لاستعادة ثقتهم ودعمهم من خلال تجديد التزامنا بالقيم التي طالبوا بها في الربيع العربي.

وأشار، إلى أن الشرق الأوسط يشهد أوقاتا صعبة، وقد أضيفت أزمات جديدة في ليبيا واليمن إلى العنف في سوريا والعراق، بينما يستمر الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بلا هوادة، لكن يكاد يكون من المؤكد أن يشهد الوضع مزيدا من التدهور إذا لم تتصرف الدول المحبة للسلام في العالم بسرعة لكبح جماح القوى التي تسبب عدم الاستقرار والعنف.

وقال، 'عندما ألتقي مع الرئيس أوباما يوم الثلاثاء في واشنطن، في إطار زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة، ستكون رسالتي واضحة: يجب أن نعمل معا لسحب الشرق الأوسط من حافة الانهيار، ويتطلب هذا التزاما جريئا قائما على أساس رؤية بعيدة لتحقيق العدل والأمن والسلام لجميع شعوب المنطقة، ونحن في قطر على استعداد للقيام بكل ما يلزم للمساعدة في تحقيق هذه الرؤية'.

وأضاف، 'إنه تحقيقا لهذه الغاية، فإن علاقتنا الثنائية القوية سوف توفر أساسا متينا للتعاون بين الولايات المتحدة وقطر، داخل المنطقة و خارجها. وبالفعل، فقد تعمقت شراكتنا الإستراتيجية خلال السنوات الأخيرة، على الرغم من الاضطرابات الإقليمية ورغم أن قطر هي حجر الأساس للاستقرار في بحر من الاضطراب، إلا أننا جزء لا يتجزأ من المنطقة، ونولي كل الاهتمام لسلامته'.

وأوضح، إلى دعم بلاده للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الإرهاب، ونحن متحدون مع شركائنا في الخليج لمكافحة التطرف العنيف بكافة أشكاله، وتماشيا مع دورنا كوسطاء بين الخصوم الإقليميين، كنا أيضا نشيطين في الجهود الدبلوماسية لحل النزاعات التي طال أمدها في الأماكن التي تمزقها الصراعات مثل السودان ولبنان واليمن.

وأشار أمير قطر في نهاية مقاله، إلى أن  الرئيس أوباما قال خلال تصريحاته الأخيرة بشأن التحديات التي يفرضها التهديد الإرهابي، إن الحلول العسكرية لا تكفي لدحر الإرهاب ومواجهة التحديات الإستراتيجية الضخمة التي تواجه الشرق الأوسط والعالم. وقد اتفقنا في قطر منذ فترة طويلة على هذا الموقف.

الآن - صحف

تعليقات

اكتب تعليقك