انتهاء مهلة الحوثيين للقوى السياسية اليمنية

عربي و دولي

874 مشاهدات 0


يدخل سباق فرض الإرادات بين القوى السياسية اليمنية مرحلته النهائية اليوم بحلول موعد انتهاء المهلة التي منحتها جماعة الحوثيين لهذه القوى بضرورة التوصل إلى حل يسد الفراغ الدستوري الناتج عن غياب السلطة التنفيذية باستقالة الرئيس ورئيس الوزراء من خلال المفاوضات المستمرة منذ أكثر من 10 أيام تحت رعاية جمال بن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة وإلا فإنها ستفوض المجلس الثوري وقيادة الثورة في فرض حل ثوري يسد هذا الفراغ.

والواضح من سير المفاوضات أن القوى السياسية لم تتوصل إلى حل فيما بينها فحزب المؤتمر الشعبي العام (برئاسة الرئيس اليمنى السابق على عبد الله صالح ) والذي كان على وفاق مع الحوثيين دبت بينهما الخلافات بشأن العودة للبرلمان للبت في استقالة الرئيس وترتيب الأوضاع لحين إجراء انتخابات جديدة وهو الحل الذي يريده المؤتمر في حين يرفض الحوثيون ذلك ويؤكدون أن معناه عودة النظام السابق إلى الحكم وهو ما لن يحدث.

كما دبت الخلافات بين تكتل اللقاء المشترك الذي يضم 6 أحزاب أهمها حزب التجمع اليمنى للإصلاح 'الإخوان المسلمين' بعد انسحاب التنظيم الناصري من المفاوضات وطلب التكتل تعليق المفاوضات لحين إقناعه بالعودة إليها وتأجلت المفاوضات ليومين.

فيما عقد التكتل اجتماعات بهدف إقناع الناصري بالعودة ولكنه فشل حتى الآن وأكدت مصادر أن التكتل سيعلن رأيه في الاجتماع الذي يعقد اليوم بين المكونات السياسية .

وتزايدت حمى التصريحات بين الأطراف اليمنية فجميع المكونات في تكتل اللقاء تلقى بالمسئولية على الحوثيين بشأن ما وصلت إليه الأوضاع في اليمن وأنهم السبب في استقالة الرئيس والحكومة وفرض حصار على الرئيس ورئيس الوزراء والوزراء مما أدى إلى خلق مناخ غير مناسب للوصول إلى حل, كما طلبت مكونات فى التكتل بالعودة للبرلمان لحل الوضع السياسي المعقد الذي تعيشه البلاد .

ويرفض عبد العزيز الجباري أمين عام حزب العدالة والبناء وعضو مجلس النواب والذي يشارك فى المفاوضات أن الحوثيين نفذوا من اتفاق السلم والشراكة ما هو لصالحهم والبنود الملزمة عليهم لم ينفذوها فأصبح الآن هناك خياران الأول إصلاح ما أفسدته تصرفات الحوثيين والعمل على إعادة هيبة الدولة ومؤسساتها أو أن يذهبوا بخيارهم بفرض وجهة نظرهم بالقوة للنهاية ويتحملوا تبعات ما يحدث.

وتساءل جباري إذا كان الحوثيون يرون أن الشعب معهم فلماذا يصرون على المفاوضات ..مؤكدًا أنهم يريدون القوى السياسية كغطاء لتبرير ما سيقومون به وإيجاد شرعية لوجودهم ووجود المسلحين بشكل رسمي حيث يهدد قياديون في أنصار الله باتخاذ إجراءات أحادية مع انتهاء المهلة مساء اليوم .

ويقول صالح الصماد رئيس المجلس السياسي للحوثيين إن الشعب اليمني يرفض أن تبتزه أي قوة في هذا العالم علي حساب عزته وكرامته ..ونصح كل القوي في الداخل والخارج باحترام إرادة الشعب بدلاً من استخدام لغة التهديد والعقاب .

واتهم على القحوم عضو المكتب السياسي للحوثيين القوى السياسية بالمماطلة وإعاقة أي خطوات للحل والتنصل من تنفيذ اتفاق السلم والشراكة وأنها لا تريد أن تعترف بالثورة الشعبية مؤكدًا أن الشعب لن يسمح لها بأن تعبث بمقدرات البلد وجدد رفض جماعته بالعودة لمجس النواب.

وأوضح أن الجماعة طرحت مقترحات كثيرة ولم تجد إلا المراوغة والتضليل من جانب القوى السياسية وحمل هذه القوى المسئولية من عدم التوصل إلى اتفاق أن الشعب سيفرض إرادته وكل الخيارات مفتوحة.

وترددت أنباء لم تنفها جماعة الحوثيين لإيجاد مخرج للأزمة يتضمن إضافة ممثلين عن الحركة والحراك الجنوبي والشباب والمرأة والمهمشين لمجلس النواب واعدة تسميته بالمجلس الوطني تكون مهمته إدارة المرحلة الانتقالية وإعادة مناقشة مسودة الدستور وإدخال التعديلات المناسبة بما يتوافق ومخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والإعداد للانتخابات القادمة.

ومن المقرر أن يتم مناقشة هذا الاقتراح وكذلك مناقش اقتراح اللقاء المشترك الذي سيتقدم به اليوم بعد تأجيل المفاوضات اليومين الماضيين.

وفى ظل هذه التطورات السياسية والمفاوضات غير المجدية حتى الآن يسود القلق الشعب المغربي خوفًا من إقدام أي مكون سياسي على تصرف قد يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه في الوقت الذي أوردت فيه وسائل الإعلام اليمنية تصريحات لجمال بن عمر حذر فيه من أن الأوضاع في اليمن خطيرة جدًا وأن اليمن على حافة الانهيار وإذا لم يتم احتواء الموقف فسوف تدخل البلاد في حرب أهلية.

ومن ناحية أخرى، نقلت صحيفة'اليمن اليوم' التابعة لحزب المؤتمر تصريحًا لمصدر سياسي قال فيه أن مفاوضات اليوم ستكون جادة ونهائية لحل أزمة فراغ السلطة وقد عقد اجتماعات ثنائية بين عدة قوى سياسية أمس من شأنها أن تضع حدا للأزمة وتخرج البلد من هذا المأزق.

كما نقلت الصحيفة عن مصدر سياسي آخر قوله أن لدى الحوثيين إستراتيجية للحل متوقعًا اللجوء إليها مساء اليوم أو مساء الجمعة المقبلة على الأكثر.

الآن - الاهرام

تعليقات

اكتب تعليقك