عن هدف الجمعيات التعاونية!.. يكتب أنور اللحدان

الجريدة

ما الهدف من الجمعيات التعاونية؟

أنور اللحدان

 

إن الجمعيات التعاونية في دولة الكويت نموذج فريد من نوعه على مستوى العالم، فهي تقوم بدور متميز في خدمة المواطنين والمقيمين في المنطقة!! نعم كان هذا في السابق لكن الوضع اختلف مع مرور الوقت والزمن، حيث أخذ بعض من وصل إلى مجالس الإدارات يستغل هذا الدور الكبير والحيوي لمصالح شخصية أو سياسية.
فالمادة الثانية من قانون الجمعيات تنص على 'تهدف الجمعية إلى الارتقاء بالمستوى الاجتماعي والاقتصادي والإنتاجي، وتقديم الخدمات الضرورية لأعضائها، كما تعمل على تأهيلهم وتدريبهم للعمل التعاوني في نطاق مجالها الجغرافي أو النوعي الذي تحدده الوزارة'. فهل يتم العمل بهذه المادة؟
لقد كان بالإمكان أن تُطور هذه الفكرة المتميزة في خدمة المواطن داخل كل منطقة بطريقة حديثة تتماشى مع التطور العالمي، إلا أن عدم الخبرة لدى بعض من وصل إلى إدارة هذه الجميعات، وعدم قدرة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل المسؤولة عن هذا النشاط على الرقابة والحرص على مصلحة المنطقة والمواطن أيضاً، أديا إلى الفشل في تقديم ما هو أفضل والتميز في الخدمة.
وقد لاحظنا الفارق الكبير بين منطقة وأخرى علما أن القانون وطريقة الانتخاب ومرشحي مجلس الإدارة وقيادة الجمعيات جميعهم من المواطنين الكويتيين، فما السبب في اختلاف مستوى الخدمة والرضا على ما تقدمه كل إدارة جمعية؟ يكمن السبب من وجه نظري في تدخل رجال السياسة ورجال الدين لاستغلال الدور الحيوي لهذا النوع من النشاط فيما يخدم مصالحهم الخاصة.
فكان على الحكومة أن تقوم بدور أكبر بأن تتخذ قرارا بحل مجلس إدارة أي جمعية أساءت إلى هذا الدور الحيوي لنشاط من أهم الأنشطة في الدولة، فالمحاسبة كانت غائبة أو متأخرة وليست بالمستوى الذي يؤدي إلى عدم التكرار، والدليل تكرار هذه المخالفات والتجاوزات في عدة مناطق وعلى مر السنين.
فإذا كان لرجال السياسة أو لرجال الدين دور في الوصول إلى مجالس الإدارة فليكن ضمن الاهتمام بالمصلحة العامة ومصلحة المواطن وخدمة الوطن، لا أن تقتصر على شخص معين أو فئة واحدة، فمعظم الكويتيين مخلصون، وكلنا نرغب في أن نرى الخدمات التي تقدمها هذه الجمعيات هي الأفضل، فلنجعل التنافس بينها هو الهدف، والوصول إلى الخدمات المتميزة والجودة العالية هو الطموح والرغبة، حتى يستمر هذا الدور في تحقيق الأهداف والارتقاء بالمستوى الاجتماعي والاقتصادي والإنتاجي، وتقديم الخدمات الضرورية لأعضائها.