هل تجرؤ الحكومة على مواجهة كبار القوم؟!.. وائل الحساوي متسائلاً

الراي

نسمات  /  برده ييجي نسناس!

د. وائل الحساوي

 

ما أجمل هذه الأيام التي تطل علينا بالخير واليمن والبركات، فالشوارع خالية من السيارات ما يجعل التنقل بين الأماكن اسهل ما يمكن، والمجمعات التجارية خالية من المتسوقين - والمقياس هو مجمع الافنيوز - أما البرد فهو كما قال الشاعر الكويتي: «برده ييجي نسناس» اي انه ناعم وخفيف، وباستثناء بعض الايام الحامضة، فإن الكويت لايوجد بها برد.

الكويتيون يفرحون للبرد لكي يلبسوا ملابسهم الثقيلة التي اثقلت الدواليب ولكي يستمتعوا بطلعات البر واشعال دوة الفحم، واذكر اننا في السابق كان يأتينا برد شديد ويستمر فترة طويلة بعكس هذه السنوات!

مشكلتنا هذه السنوات مع شح الامطار وكأنما هي تواري سوءات وزارة الاشغال التي تدعي الاستعداد الكامل لاستقبال الامطار لكنها متى ما جاءت تكشف المستور من خلل في الشوارع والبيوت، لكن مازال في الوقت فسحة لكي نستقبل الامطار بإذن الله.

الرجاء من وزارة الاوقاف ألا تيأس من تكرار صلاة الاستسقاء لطلب نزول المطر. فقد يكون من اهم اسبابها كثرة الذنوب والمعاصي مصداقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «يا معشر المهاجرين، خصال خمس اذا ابتليتم بهن واعوذ بالله ان تدركهن وذكر منها: ولم يمنعوا زكاة اموالهم، إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمُطروا».

ولا شك ان طغيان الحياة المادية في مجتمعاتنا قد ادى الى احجام الكثيرين عن اخراج زكواتهم، وارجو ألا يحتج قائل بأن الغرب لا يؤمنون بالله ومع هذا فإن الامطار لا تنقطع عنهم طوال العام، فالله تعالى قد توعد المسلمين بتلك العقوبة اذا منعوا زكاة اموالهم عقوبة لهم، ولم يذكر غير المسلمين لحكمة لا يعلمها إلا هو!!

350 مليونا - لنصف الموظفين... قليل!

جيد ان تجتمع الحكومة والمجلس لمناقشة الخطوات الاولية لمشروع «قانون البديل الاستراتيجي للرواتب والبدلات»، ولكني اعتقد بأن تقدير كلفة ذلك البديل بمبلغ 350 مليون دينار للسنة الاولى هي كلفة قليلة ولا يمكن ان تحل الفجوة بين الرواتب العالية التي وصلت إلى اكثر من 5 مليارات دينار للوظائف القائمة وبين محاولة رفع دخل ما يقارب من نصف موظفي الدولة الذي يزيد على 300 ألف موظف.

بافتراض ان البديل الاستراتيجي سيتم توزيعه على 150 ألف موظف من ذوي الدخل المتوسط والضعيف بالتساوي، فإن الزيادة الشهرية لكل موظف هي 194 ديناراً، وهذا مبلغ قليل لا يتناسب مع التفاوت الكبير في دخل غالبية الموظفين فكيف بأصحاب الدخول العالية!

تقول الحكومة بأنها لن تمس اصحاب الرواتب العالية ولكنها ستلغي بدلاتها وعلاواتها بما يوفر 15 مليار دينار خلال عشر سنوات، والحقيقة انني اشك بتلك الارقام المتفائلة، فكيف سيتم إلغاء تلك البدلات والعلاوات،وهل تجرؤ الحكومة على مواجهة كبار القوم وتقول لهم: قفوا مكانكم، فقد تجاوزتم الحدود ولن نتساهل معكم بعد اليوم؟! وكيف تقوم بذلك وهي التي تراجعت عن القرار الوحيد الذي اتخذته بعد طول تفكير وتخطيط برفع الدعم عن اسعار الكيروسين والديزل عندما نفخ عليها بعض النواب نفخة واحدة وهدودها؟!