العسكرة ليست حلاً لمواجهة الإرهاب!.. هكذا تعتقد سعاد المعجل

زاوية الكتاب

كتب 443 مشاهدات 0


القبس

عسكرة الإرهاب

سعاد فهد المعجل

 

بخلاف حاجتنا الملحة اليوم إلى تعريف موضوعي وعادل للإرهاب، هناك أيضاً حاجة إلى فهم أسباب ارتفاع معدل الإرهاب، أخيراً، إن صح أن نقول إنه ارتفع فعلاً.. أم أن سرعة وصول وحركة المعلومة بفضل التكنولوجيا هي التي جعلتنا نتلقى كل خبر يحصل في أصغر بقعة في العالم وفي اللحظة نفسها هو ما جعلنا نتصور أن الإرهاب في ازدياد!

الإرهاب بحسب توصيفه يعتبر نوعاً متطوراً وخطيراً من العنف البشري.. أسبابه بالطبع متشعبة ومتداخلة.. ولا تقتصر آثاره على الأطراف المتحاربة أو المتصارعة، وإنما تتجاوز ذلك لتمتد وتصبح تهديداً وخطراً عالمياً!

لا تقتصر أسباب الإرهاب على عوامل اقتصادية فقط، وكما يرى البعض الذي يؤكد أن الفقر والبطالة هما البيئة الوحيدة الحاضنة للإرهاب.. بدليل تدفق آلاف الشباب الأوروبيين الذين لم يعانوا من الفقر والبطالة أو على الأقل المؤججة منها للثورة والعنف.. تدفق هؤلاء الشباب لشن عمليات انتحارية في بيئة وثقافة غريبة!

في كتابه «قلق الحضارة» تحدث عالم النفس الشهير سيغموند فرويد عن آثار الصدمات الثقافية التي ممكن أن تثير في الإنسان عنفاً غير مقبول.. وهو يرى أن الضعفاء هم من يتعرّضون أكثر من غيرهم للصدمات جراء مسّ وزعزعة الأنا العليا لديهم.. ويقصد فرويد بالأنا هنا جميع أشكال القيم والأعراف والمُثل العليا والمعتقدات وغيرها.. وهم من تصدر عنهم في الغالب ردة فعل قوية بحيث يحاولون الارتماء في أحضان الأيديولوجيات المتطرّفة والانغلاق على أنفسهم.. لأن تصادم القديم والجديد أو ثقافتين في داخلهم يمكن أن يخلف صداماً عنيفاً جداً!

هذا رأي فرويد وهي وجهة نظر عالم نفس.. ولكن بالنسبة لنا نحن غير العلماء لا نملك، إلا أن نتساءل وباستغراب عن طبيعة الدوافع التي تجعل إنساناً يسير في ركاب الموت وهو مدرك أنه سيكون نهايته! والإجابة التي وضعها بعض المحللين، لذلك أن أي تحولات عنيفة في أي مجتمع.. اقتصادية كانت أم سياسية أم فكرية، غالباً ما تحفّز النزاعات العدوانية لدى الفرد الذي قد يجد الأبواب موصدة أمامه للاندماج في الواقع الجديد!

نحن في حرب مع الإرهاب.. تلك حقيقة وواقع.. ولكن حتماً لن يُشكل العنف والعسكرة حلاً لا اليوم ولا مستقبلاً.. وتلك بحد ذاتها مشكلة خاصة في ظل عسكرة خطيرة لمواجهة الإرهاب اليوم!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك