ما معنى أن تكون من البدون؟ تساؤل يطرحه ماضي الخميس ويجيب عنه، وينفى عن نفسه تهمة الدعوة لتجنيس أصحاب السوابق
زاوية الكتابكتب أكتوبر 20, 2008, منتصف الليل 681 مشاهدات 0
أن تكون من البدون!!
ماضي الخميس
ما معنى أن تكون من البدون؟
تخيل أنك تصحو من نومك وأنت بلا انتماء، أو ولاء أو وطن أو هوية.. شيء ما يسرح في فضاء الله.. كالطيور المهاجرة بلا وطن دافئ تنتمي إليه مهما كانت قسوته، ولا أحلام وردية تسعى لتحقيقها مهما أحيطت بالسواد.. أنت شيء ما في هذا الوطن، ولكنك لا تعرف ماهيتك.. والآخرون يصرون على أن تكون كما أنت.. بلا وطن أو هوية أو مستقبل.. أن تبقى مجرد شيء ما بينهم لايعلمون ما هو.. ولكنك موجود.. لست منهم ويطالبونك بأن يكون ولاؤك التام لهم.. عجبي على هذا الزمان.
بعدما كتبت مقالات عدة أطالب فيها بإنصاف البدون، وإنهاء مأساتهم التي ستزداد تعقيدا يوما عن يوم.. تلقيت اتصالات ورسائل غريبة عديدة.. يعترض أصحابها فيها حول كيف أنني أطالب بتجنيس أصحاب السوابق ومن ثبتت عليهم التهم والتجاوزات.. وأنا أستغرب بدوري كيف يقرأ البعض ما نكتب.. وأظنهم لا يقرأون بقدر ما يخمنون، ويدعون المجال لظنونهم كي تسرح وتمرح في تحليل ما نريد، وما نقول بعيدا عن الحقيقة.. وأنا كنت دائما أقول إن التجنيس يجب أن يكون لمن يستحق، وقلت إن الدولة مطالبة بتصنيف البدون.. والعمل على التجنيس الفوري لمن يستحق، والسعي لإيجاد حلول وبدائل لمن لا يستحقون، حتى ولو اضطر الأمر بأن تدفع أموالا لدول أخرى من الممكن أن تستضيفهم، أو أن تجنسهم.. وهناك دول عديدة تقبل أن تمنح البدون وغيرهم جنسيتها أو جوازها، مقابل شروط معينة.. ولم أقل أبدا أن نقوم بتجنيس من عليهم قيود أمنية أو شبهات.
إن قضية البدون في الكويت مأساة إنسانية، حتى ولو نظر إليها البعض بعنصرية مفرطة، يجب أن نحترم إنسانيتنا وآدميتنا وأن نشعر ببعض القهر والظلم الذي يشعر به هؤلاء والذي لا يد لنا ولا لهم به.. وقد يكون من أبرز أسبابه تراكم القضية وإهمال إيجاد الحلول لها طوال كل تلك العقود.. ودمتم سالمين.
تعليقات