سمران المطيري يعود للكتابة مجددا: شارع تويتر

زاوية الكتاب

كتب 2077 مشاهدات 0

سمران المطيري

شارع تويتر

تويتر كشارع ليس فيه إشارة ضوئية تنظم السير ، ولا مطبٌ صناعي أو دوار يخفف رتم الإنحدار بلغة الحوار ، هو باختصار كما نقول بالمحلي الصريح ( دباية بوسط نفود ) فيختلط الحابل بالنابل وترى فيه من العجائب والغرائب ما يحيّر كل ذي لب وحليم ، فهو عالم صغير يجتمع فيه الخلائق بأطباعهم من سيء وفاضل وعاقل ومجنون وحكيم وسفيه ومنحط ووضيع وكثير حق عليه العذاب ، فتجده يعكس حقيقة وضعنا السياسي بوجود سقط المتاع ممن نذروا أنفسهم لحماية سين من الناس أو صاد ، وكل ذلك حسب المصلحة والفائدة الشخصية بعيدا عن الحق وما يمليه على أصحاب القلوب والصدور النظيفة والضمائر الحية ، فرضي هؤلاء السقط بأن يكونوا من الخوالف فيعيثوا فسادا وطعنا بأعراض الناس وتشويها للسمعة ، واستخدام أقذر الألفاظ والتهم الكاذبة للنيل من خصوم أسيادهم ، فيدخلون غرفهم المغلقة ويقتحمون خصوصياتهم ويذيعون وينشرون ويكذبون ويبهتون ولا أدري كيف تطيب أنفسهم بعد ذلك !

وكلهم ينتقب ويستر وجهه لأنه لا يقدر على كشف شخصه والحديث بلسان معروف صاحبه ، باختصار هو يكتب ما يسفل به حسب الرجل وشرفه فلا يمكن أن يعرّف بنفسه ، لأنها نفس ساقطة ومنكرة

وصنف آخر - وهو كثير- ما إن تخالفه فيما يسوغ فيه الخلاف حتى ينطلق لسانه ويبسطه شتما وسبا من دون خوف من الله تعالى ، وكأنك قد أشركت مع الله غيره ! وقد يكون الخلاف في أمر واسع ومقبول الخلاف فيه ، بل ربما تخالفه في الرياضة فلا تلبث حتى تقرأ أنواع الشتائم من خلال اسم مستعار يتستر خلفه ، ولو كنت معه على طاولة واحدة ما اجترأ على قول حرف من سلسلة شتائمه

تكاد تعدم لغة الحوار في تويتر من الخيرية إلا قليل ، ولا يزداد الشارع به إلا احتقانا وسوءا ، ولو درسنا وحصدنا ما لتويتر وما عليه ، لأدركنا أننا نطالبه بالكثير والكثير جدا ، فأصبح أرضا خصبة للنيل من الناس وتفريغ السلب دون حسيب ولا رقيب ولا خوف من الله تعالى تحت جنح الجهالة والاسم المستعار ، فيغرم بذلك من يكتب صراحةً باسمه لينال منه المتنقبون الجاهلون .


وصنف آخر وهو مريض بداء الشهرة وحب التصدر ولو كان على غنم ، فينتقص من السنن والشعائر ويهاجم علماء الشريعة ليس لذواتهم فحسب ، بل لمحاربة الحق الذي نقلوه فيقومون بتجريحهم أمام الناس كي لا يُقبل الحق منهم ، وليغرسوا في نفوس العامة الجرأة على شرائع الدين من خلال انتقاص أهله وخاصته


باختصار تويتر يعطي الجرأة لمن لا جرأة له ، ويعطي الشرف لمن لا شرف له ، ويعطي الحكمة لمن لا حكمة له ، ويكسو جاهلا بالعلم زيفا ، وكل عطاءته وهمية كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً ، فبعض مغرديه يتبعه عشرات الألوف وهو عالة في بيته أمه .

وبناء على كل ما سبق قد تركته بلا رجعة منذ ستة أشهر وأغلقت الحساب وليس لي فيه أي حساب ، ولم آسف على تركه أبدا ، وبالترك راحة ولذة لن يدركها مدمنوه ، وسمران يحييكم.


عبدالله المطيري (سمران)

الآن - رأي: عبدالله المطيري (سمران)

تعليقات

اكتب تعليقك