سمران المطيري يعود للكتابة مجددا: شارع تويتر
زاوية الكتابكتب ديسمبر 29, 2014, 8:39 م 2078 مشاهدات 0
شارع تويتر
تويتر كشارع ليس فيه إشارة ضوئية تنظم السير ، ولا مطبٌ صناعي أو دوار يخفف رتم الإنحدار بلغة الحوار ، هو باختصار كما نقول بالمحلي الصريح ( دباية بوسط نفود ) فيختلط الحابل بالنابل وترى فيه من العجائب والغرائب ما يحيّر كل ذي لب وحليم ، فهو عالم صغير يجتمع فيه الخلائق بأطباعهم من سيء وفاضل وعاقل ومجنون وحكيم وسفيه ومنحط ووضيع وكثير حق عليه العذاب ، فتجده يعكس حقيقة وضعنا السياسي بوجود سقط المتاع ممن نذروا أنفسهم لحماية سين من الناس أو صاد ، وكل ذلك حسب المصلحة والفائدة الشخصية بعيدا عن الحق وما يمليه على أصحاب القلوب والصدور النظيفة والضمائر الحية ، فرضي هؤلاء السقط بأن يكونوا من الخوالف فيعيثوا فسادا وطعنا بأعراض الناس وتشويها للسمعة ، واستخدام أقذر الألفاظ والتهم الكاذبة للنيل من خصوم أسيادهم ، فيدخلون غرفهم المغلقة ويقتحمون خصوصياتهم ويذيعون وينشرون ويكذبون ويبهتون ولا أدري كيف تطيب أنفسهم بعد ذلك !
وكلهم ينتقب ويستر وجهه لأنه لا يقدر على كشف شخصه والحديث بلسان معروف صاحبه ، باختصار هو يكتب ما يسفل به حسب الرجل وشرفه فلا يمكن أن يعرّف بنفسه ، لأنها نفس ساقطة ومنكرة
وصنف آخر - وهو كثير- ما إن تخالفه فيما يسوغ فيه الخلاف حتى ينطلق لسانه ويبسطه شتما وسبا من دون خوف من الله تعالى ، وكأنك قد أشركت مع الله غيره ! وقد يكون الخلاف في أمر واسع ومقبول الخلاف فيه ، بل ربما تخالفه في الرياضة فلا تلبث حتى تقرأ أنواع الشتائم من خلال اسم مستعار يتستر خلفه ، ولو كنت معه على طاولة واحدة ما اجترأ على قول حرف من سلسلة شتائمه
تكاد تعدم لغة الحوار في تويتر من الخيرية إلا قليل ، ولا يزداد الشارع به إلا احتقانا وسوءا ، ولو درسنا وحصدنا ما لتويتر وما عليه ، لأدركنا أننا نطالبه بالكثير والكثير جدا ، فأصبح أرضا خصبة للنيل من الناس وتفريغ السلب دون حسيب ولا رقيب ولا خوف من الله تعالى تحت جنح الجهالة والاسم المستعار ، فيغرم بذلك من يكتب صراحةً باسمه لينال منه المتنقبون الجاهلون .
وصنف آخر وهو مريض بداء الشهرة وحب التصدر ولو كان على غنم ، فينتقص من السنن والشعائر ويهاجم علماء الشريعة ليس لذواتهم فحسب ، بل لمحاربة الحق الذي نقلوه فيقومون بتجريحهم أمام الناس كي لا يُقبل الحق منهم ، وليغرسوا في نفوس العامة الجرأة على شرائع الدين من خلال انتقاص أهله وخاصته
باختصار تويتر يعطي الجرأة لمن لا جرأة له ، ويعطي الشرف لمن لا شرف له ، ويعطي الحكمة لمن لا حكمة له ، ويكسو جاهلا بالعلم زيفا ، وكل عطاءته وهمية كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً ، فبعض مغرديه يتبعه عشرات الألوف وهو عالة في بيته أمه .
وبناء على كل ما سبق قد تركته بلا رجعة منذ ستة أشهر وأغلقت الحساب وليس لي فيه أي حساب ، ولم آسف على تركه أبدا ، وبالترك راحة ولذة لن يدركها مدمنوه ، وسمران يحييكم.
عبدالله المطيري (سمران)
تعليقات