جنرال الحركة الدستورية!.. بقلم محمد العبدالجادر

القبس

الدويله ومأزق الحركة الدستورية

د. محمد العبد الله العبدالجادر

 

الجار العزيز أو النائب السابق، الملقب بجنرال الحركة الدستورية الذراع الرسمية لحركة الاخوان المسلمين، في مقابلته الطويلة مع قناة المجلس راح يبعث برسائل كثيرة هنا وهناك، رسائل للمعارضة، رسائل للسلطة ورسائل لخارج الحدود. بالنسبة لي استوقفتني اشارات تم توجيهها شخصياً ومجموعة تاريخية من شخصيات سياسية، مثل الدكتور أحمد الخطيب وعبدالله النيباري، وقد رمى اتهامات تدرج في باب الشتائم، وهي تعكس مأزق الحركة التي يمثلها الدويله في تصدير أزمة التيار، الذي ينتمي إليه، عبر الهروب الى الأمام، وهو تكتيك ذكي الهدف منه إعادة الصراع المجتمعي، الذي كان قائما في السابق بالجامعة والمجتمع، بين المحافظين والمنفتحين، وكان ثمرته تحالف بين السلطة والاخوان لفترات طويلة، جذرت فيها الحركة سيطرتها على قطاعات في الإدارة الحكومية، وتواجه اليوم حركة اجتثاث. ما يحدث اليوم هو نتاج مأزق الحركة التي انكشفت بعدم وجود دعم دولي متماسك، وبسبب قرارات المقاطعة الخاطئة، وما كشفته تحركات الحركة ورموزها ابان احداث الاعوام الماضية، وسيطرة صقور الحركة على حمائمها.

الدويله كشف بوضوح قراءته للساحة المحلية، والمأزق الذي تعيشه حركة انتقلت من الموالاة ومشاركة الحكومة والتحالف الاستراتيجي وفك الارتباط مباشرة بعد مشروع «الداو كيميكال» في 2008 الى المعارضة وإثارة الشارع واستعراض القوة وتوجيه الرسائل ابان وصول مرشح الاخوان للحكم في مصر.

الأخ مبارك الدويله، أتمنى ان تنجح في مسعاك وانقاذ ماء وجه حركة كاملة لها امتداد في المجتمع منذ بواكير حركة المجتمع الكويتي السياسية، وتنتعش عند أي اتساع خارجي، وتنكمش مع أي تمدد فكري آخر. ولكن هذا النجاح يجب الا يكون على طريقة الهروب الى الأمام وفتح جبهات لتخفيف الرمي على الجماعة، انما على طريقة المراجعات الفكرية المتعمقة، وتجاوز أخطاء الماضي، وقراءة الواقع الحالي المعاش.