المطالبون بتداول الخمور قلة شاذة في المجتمع!.. بنظر وائل الحساوي
زاوية الكتابكتب ديسمبر 28, 2014, 12:47 ص 579 مشاهدات 0
الراي
نسمات / إشاعة الفاحشة في المؤمنين!
د. وائل الحساوي
تحدث بروفيسور أميركي - درّسني ـ مُطوّلاً عن نجاح الولايات المتحدة الأميركية في الحد من الآثار الضارة لكثير من المواد في المجتمع، وضرب مثلاً بمادة الـ (DDT) التي كانت تستخدم كمبيد حشري في أميركا، ثم قامت الحكومة بمنعها بسبب ضررها، ومادة الاسبستس وغيرها.
في نهاية الفصل سألت البروفيسور: ما ذكرته من أمثلة شيء طيب، ولكن لماذا فشلت الولايات المتحدة في منع ما هو أهم مثل منع الخمور؟! سكت البروفيسور قليلاً حتى ظننت أنه قد غضب من سؤالي، ثم قال: هل تعلم ما حدث في أميركا في العشرينيات عندما أصدرت قانوناً بمنع الخمور؟! لقد حدثت ثورة حقيقية!! ثم راح يشرح لي ما حدث !!
أصدر الكونجرس الأميركي قانوناً في عام 1919 يحظر بيع وتصنيع ونقل المشروبات الكحولية وحاولت أميركا تطبيقه بالقوة على الشعب الأميركي، وأنفقت مليار دولار للدعاية لذلك القانون، وغرامات وصلت إلى مليار دولار، واضطرت لسجن نصف مليون أميركي خالفوا القانون، ولكن الشعب الأميركي انتفض بقوة ضد القانون وازدهرت السوق السوداء بقوة لمصنعي الأنواع الرديئة من الخمر، وازدهرت المنظمات الإجرامية بكثرة ومنها عصابات (آل كابوني)، وارتفعت نسبة الفساد بين السياسيين الأميركان ورجال الشرطة، إلى أن اضطر الكونجرس لإلغاء قانون منع الخمر عام 1933 !!
الكويت بلد إسلامي ترفض غالبية سكانه الخمر وتحاربه وقد كان غالبية من يحتسي الخمر ويتعاطاه في الستينيات هم من الأجانب، وعندما شرع مجلس الأمة الكويتي قانوناً يمنع استيراد الخمور والمسكرات في عام 1964، كان أغلب نواب المجلس ممن صوت عليه وأيده خصوصاً بعدما رفضت الحكومة القانون فتم التصويت عليه بثلثي أعضاء المجلس.
إن الذين يطالبون اليوم بالسماح بتداول الخمور هم قلة شاذة في المجتمع ويعلمون بأن المجتمع الكويتي الذي يربي أبناءه على الفضيلة لا يمكن أن يعود بالساعة إلى الوراء، ومن المفترض التصويت على طرد أولئك النواب من المجلس وتحويلهم إلى لجان تأديبية حتى لا يتجرأوا على هذيانهم !!
إن الاحتجاج بأن عاداتنا وتقاليدنا تؤيد الخمر هو احتجاج ساقط ويكفي أن نعلم بأن حجم التوفير على الدولة في تجنب الجرائم الكثيرة التي يسببها شرب الخمور لا يمكن أن يعوض، وأن المبالغ التي توفرها الدولة من علاج مدمني الخمور لا تعوض، وأن الواجب هو تحصين أبنائنا وتربيتهم على الفضيلة لا جرهم إلى الوقوع في فخ أخبث الخبائث !!
إحصائيات مخيفة !!
أصدرت منظمة الصحة للبلدان الأميركية إحصائية تشير إلى أن 80 ألف شخص يموتون
سنوياً في أميركا الشمالية والجنوبية بسبب استهلاك الكحول.
وأظهرت دراسة لمنظمة الصحة العالمية عام 2011 بأن خُمس السكان الروس يقضون سنوياً بسبب استهلاك الكحول، وبحسب دراسة نشرت في صحيفة (ذي لانست) البريطانية الطبية فإن خطر الوفاة لدى الرجال الروس الذين يشربون ما بين 1 إلى 3 زجاجات (فودكا) اسبوعياً يصل إلى 35 في المئة، ويموت نصف مليون روسي سنوياً جراء استهلاك الكحول ما يقلص نسبة الأعمار إلى ما دون 63 عاماً.
فهل نحتاج أكثر من ذلك لكي نحمد الله تعالى الذي عافانا مما ابتلى الآخرين به ؟!
«إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر، وأن يصدكم عن ذكر الله، فهل أنتم منتهون ؟!».
تعليقات