لا مبرر للخوف من تأثير الجاليات الأجنبية على اللسان العربي!.. هكذا يعتقد الشايجي
زاوية الكتابكتب ديسمبر 20, 2014, 12:39 ص 651 مشاهدات 0
الأنباء
بلا قناع / 'أوردو' و'تاغالو'
صالح الشايجي
احتفل العالم أمس الأول باليوم العالمي للغة العربية، وفي هذه المناسبة اجتهدت كثرة من العرب لأحاديث ذوات شؤون وشجون باللغة العربية.
وكعادة العرب، فان الخوف هو المسيطر عليهم، إضافة الى تلبّس حالة الضحية و«المؤامرات التي تحاك ضد هذه الأمة ومكوناتها الثقافية» والى آخر هذه المعزوفة المعروفة أنغامها البكائية الانهزامية!
العرب يخشون على لغتهم من الغزو الأجنبي، وعلى ثقافتهم من الغزو الأجنبي، وعلى أرضهم من الغزو الأجنبي! بينما الأجنبي لا يخاف من الغزو العربي والدليل امتلاء الدول الأجنبية بملايين من العرب والمسلمين الذين أقاموا مساجدهم ومعابدهم فيها ونشروا ثقافتهم وصارت لهم صحفهم وتلفزيوناتهم ومنتدياتهم ونشروا ثقافتهم بين تلك الشعوب وبلغ بهم الأمر حد طرد أو قتل أهل تلك المدن، وربما رأى الكثيرون منا ذلك الشريط المصور الذي بثته فتاة انجليزية ذهبت لزيارة مدينتها لتجد معالم التغيير فيها وسيادة المسلمين عليها وعدم تورعهم عن سبها وتهديدها بالقتل لأنها «كافرة»!
في تلك الدول الأجنبية صار بعض المهاجرين المسلمين والعرب نوابا في برلماناتها ووزراء في حكوماتها وتجارا ورجال أعمال، وحتى لصوصا ومجرمين وقتلة، ولم يخف ذو ثقافة على ثقافته ولا ذو لغة على لغته، عكس ما هو حادث في عالمنا العربي المحاط بالخوف والمكبل بالهواجس.
ومما سمعته من تخوفات على اللغة العربية، التخوف من انتشار اللغة الإنجليزية على ألسنة العرب، ومن التأثر بالجاليات غير العربية وبالذات في الخليج!
لست أرى ما يبرر التخوف على اللغة العربية، لأنها محمية بمكون عقائدي هو القرآن الكريم الذي تعدى عدد الناطقين به وقارئيه عدد العرب أهل اللغة الأصليين لينطق به كل لسان مسلم، والقرآن خلق ليبقى ولتنطق به الألسن حتى يرث الله الأرض وما عليها.
ثم إن هناك التراث الأدبي والثقافي العربي الذي تعربت كثير من الألسن الأجنبية واستشرقت من أجل قراءته والتأسيس عليه.
أما التخوف من تأثير الجاليات الأجنبية في الخليج على اللسان العربي، فليس له من مبرر، حيث إن ألسنة أبناء تلك الجاليات هي التي تعربت ولم تعجم ألسنتنا، فنحن نرى الهندي أو الفلبينية أو.. أو.. هم الذين يتكلمون العربية، ولم نرطن نحن بـ«الأوردو» أو «التاغالو»!
تعليقات