صلاح المضحي يقسم النواب إلى (نائب فلة) وهم يتناقصون، و(نائب علة) لايكف عن التصريحات ويعد بطرح اقتراحات التكسب الشعبي رغم سقوطها في ادوار انعقاد سابقة..فمن هو؟
زاوية الكتابكتب أكتوبر 19, 2008, منتصف الليل 650 مشاهدات 0
نائب فلة ونائب علة..!
صور أعضاء مجلس الأمة وتصريحاتهم في الصحافة اليومية لم تغب حتى اثناء عطلة المجلس، وليتها
كانت تصريحات ايجابية وبناءة! ماذا يعني عدم تسابق بعض الاعضاء على التصريح والتعليق على كل
شاردة وواردة في الفترة التي من المفترض ان تكون اجازة وراحة، ليست لهم فقط بل لنا كشعب، من
صراخ بعضهم وعنتريات البعض الآخر؟! ما الرسالة التي يريد بعضهم توصيلها بالتلويح بالاستجواب وهم
في عطلة بعد عقد جلسات معدودة ولوزراء لم تمض عليهم اشهر منذ ان تسلموا الحقائب الوزارية؟!
بعبارة اخرى، ما هذا المجلس وماذا يريد بعض نوابه بتسابقهم على التصريحات والاقتراحات السلبية؟!
نعم، هناك نواب «فلة» كما هي المجالس السابقة، ولكن من الواضح أنهم يتناقصون بعد كل فصل
تشريعي مقابل تزايد «غير الفلة» الذين تعرفهم من خلال التصريحات والاقتراحات، بل وفي الآونة
الاخيرة من خلال العلانية بتمثيل القبيلة او الطائفة أو الحزب على حساب الوطن، حتى اصبح الخط
الفاصل بين «الفلة والعلة» واضحا لكل ذي عقل يفكر وعين ترى وأذن تسمع! فمن يمثل الشعب
بأكمله وأتى ليشرع ويراقب وينصح قبل ان يسأل، ويسأل قبل ان يحقق، ويحقق قبل ان يستجوب، فذاك
النائب «الفلة».
أما من يعد الناخبين اثناء حملته الانتخابية باستجواب وزير الوزارة الفلانية وحتى قبل ان يسمّى! فذاك
لا شك انه «علة» وعالة على المجلس والبلد! من يتسابق وزملاؤه بالتكسب السياسي من خلال
المطالبات المالية التي تثقل كاهل الميزانية وتضخم الباب الاول منها في وقت يشهد العالم ازمة مالية
خانقة، لسنا بعيدين عنها، لارتباط استثماراتنا بها، وتأثيرها في سعر برميل النفط، الذي انخفض الى ما
دون تسعيرة الموازنة العامة للدولة، فهذا وزملاؤه بلا شك «علة فوق علة»، خصوصا إذا ما عرفنا ان
انتاجية الموظف الكويتي، وحسب دراسة لبرنامج اعادة الهيكلة، لا تتعدى عشرين دقيقة في اليوم! صدق
أو لا تصدق! لنجد من النواب من يطالب بالمزيد بدلا من مناقشة نتائج دراسة كهذه! عندما تجد من
يعاند ويكابر بإعادة طرح اقتراحات التكسب الشعبي رغم سقوطها في ادوار انعقاد سابقة، فإن ذلك يجعلنا
نترحم على مجالس سابقة، كانت الجدية فيها عنوان النواب والاختلاف بينهم كان اختلاف الفرسان وسقوط
الاقتراحات عندهم كان يعني احترام رأي الاغلبية، وكذلك يعني نهاية موضوع وبداية آخر لصاحب
الاقتراح! كانت مجالس تزخر بالنواب «الفلة».
د. صلاح مضحي المضحي
تعليقات