سر انضمام الأجانب إلى 'داعش'!.. بقلم ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 1132 مشاهدات 0


النهار

خارج التغطية  /  لماذا ينضم الأجانب إلى 'داعش'؟

ناصر المطيري

 

ظاهرة مثيرة للاستغراب والعجب أن يتدفق مقاتلون أجانب بأعداد متزايدة من أوروبا وروسيا وحتى الصين ليلتحقوا في صفوف قوات ماتسمى «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، هذه الظاهرة حيرت الدوائر السياسية والأمنية في الغرب وأثارت المخاوف من الأخطار المستقبلية على الأمن الداخلي لبلدانهم بعد عودة هؤلاء «المجاهدين».
ورغم العديد من الإجراءات المشددة التي أعلنت عنها أميركا ودول أوروبية تتمثل بعضها بتجريد من ينضم إلى التنظيمات الإرهابية من جنسيته إلا أن ذلك لم يكبح استمرار حركة الانضمام إلى داعش، حتى وصل عدد المقاتلين الأجانب في صفوف داعش - حسب تقريرصادر من الأمم المتحدة الشهر الماضي - إلى حوالي خمسة عشر ألف مقاتل أجنبي ينتمون إلى ثمانين جنسية، فما هو السر وراء ذلك؟ هذا هو التساؤل المهم.
من الواضح أن هناك حالة من «الجاذبية الفكرية» تستهوي هؤلاء الأجانب للالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية على الرغم من بشاعة الممارسات الدموية والتطرف الفكري لأعضاء هذا التنظيم وهي ممارسات ترفضها مبادئ الدين الإسلامي السمحة وتنفر منها الطبيعة البشرية وتستنكرها كل المواثيق والأعراف الإنسانية.
ولو حاولنا سبر أغوار هذا الموضوع وتحليل أبعاده قد نرجع أسباب التوجه الجهادي الأجنبي مع تنظيم «داعش» إلى إعلان «الخلافة الإسلامية»، والذي مثَّل حدثًا فارقًا في تاريخ التيارات الجهادية.حيث لأول مرة يُقدم تنظيم إسلامي على إعلان «الخلافة» وتنصيب «خليفة»، وهو الهدف الذي يسعى معظم المتطرفين حول العالم إلى تحقيقه.
وربما يكون هناك سبب آخر يعود إلى البعد الطائفي للصراعات الراهنة في المنطقة، ومن خلال تركيز تنظيم الدولة الأسلامية على تعبئة وشحن الحالة الطائفية وتصوير العمليات الأرهابية للتنظيم بأنها موجهة لنصرة أهل السنة ووقف التمدد الشيعي في سورية والعراق بعض المراقبين يضيف عاملا آخر يدفع الأجانب للالتحاق بهذا التنظيم وهو الحرب الدولية على «داعش»، والتي منحت التنظيم فرصة لاستقطاب تعاطف وتأييد العديد من التنظيمات الجهادية والتيارات السلفية المنتشرة في المنطقة، ما أدى إلى تدفق الجهاديين بهذه الصورة الملفتة.
ويبقى أن نقول إن هذه الظاهرة تحتاج مواجهة اعلامية مدروسة بعيدا عن التشدد الأمني الذي ربما يزيد من استفحال الظاهرة ويخلق ردود فعل عكسية، المطلوب وضع خطط توعوية قادرة على ايصال الرسالة الصحيحة بموضوعية تنطلق من أسس الدين القويم ومبادئ الأخلاق والإنسانية العالمية، ولابد أيضا من ايجاد فريق عمل متخصص لتفنيد وفضح ممارسات هذا التنظيم وغيره لإجلاء الحقيقة وإنقاذ عقول الشباب من التغرير بهم حتى لايصبحون وقودا لنيران الحروب الإرهابية.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك