القمة الخليجية .. والبيان الختامي! بقلم صالح المزيد

زاوية الكتاب

كتب صالح المزيد 683 مشاهدات 0


بالأمس إنتهت القمة الخليجية الخامسة والثلاثون المقامة بالدولة الشقيقة قطر، ويبدو أنها الأسرع من حيث مدة إنعقادها!، ليس مهم كثيراً..

والمهم هو إنعقادها بوقتها وبمكانها بالدوحة بعد الخلاف الخليجي الذي اربكَ دول مجلس التعاون الخليجي، وتم إنتهائهُ كلياً بعد مساعي سمو الأمير الشيخ صباح الاحمد وتوجت هذهِ المساعي بقمة الرياض الإستثنائية وتم رأب الصدع.

النقاط كثيرةٌ والتعقيبات أكثر!! .. واكتفي هُنا ببيان أمر جوهري وهو دعم مجلس التعاون الخليجي لخارطة الطريق التي رسمها عبدالفتاح السيسي!!، والبعض هنا يقول ان قطر تراجعت عن سياساتها الخارجية اتجاه مصر، وغيرت وجهة نظرها عن الإنقلاب العسكري بمصر!، ومن يقول هذا فهو ليس سياسيّ ولا من أهل الدراية!

أمير قطر الشيخ تميم آل ثاني حينما تولى عدلي منصور رئاسة مصر ارسَلَ لهُ تهنئةً بذلك، وحينما تولى عبدالفتاح السيسي ارسَلَ لهُ تهنئةً ايضاً! وهل هذا يعني أنهُ مع الإنقلاب العسكري؟

سفارة قطر بمصر منذ عهد حسني مبارك المخلوع الى عهد السيسي الإنقلابي تعمل وفق الأُطر الدبلوماسية وهل يعني انها مع النظام العسكري والإنقلاب؟

كلمة الشيخ تميم آل ثاني في قمة الجامعة العربية كانت واضحةً ان قطر مع اختيار الشعب المصري ويتمنى له التوفيق والسداد، فهل يعني ان قطر مع زمرة السيسي وحفنته؟

قطر قالت وجهة نظرها، وانها مع إرادة الشعوب، وان ما حصل بمصر إنقلاب عسكري كما قال الشيخ تميم آل ثاني في إحدى لقاءاتهُ التلفزيونية، وهذا دور قطر ليس إلا!، فليست قطر هي التي ستُسقط الإنقلاب العكسري وحدها! وتعيد الشرعية المصرية!، ومن يظن ذلك فهو جاهل!

ولكن قطر كشفت الواقع ونجحت بذلك! وهذا هو دورها.

وقطر دولةٌ لها قوتها الدبلوماسية، والجيوسياسية عندها واضحة وليست من الدول الركيكة المتخبطة بل خطواتها مدروسة.

واذكركم هنا على سبيل المثال بالترابط القوي بين دولة قطر وتركيا، حيث تم إنشاء مكتب استراتيجي بين الدولتين، واذكركم بدعوة رئيس تركيا اردوغان لأمير قطر الشيخ تميم لحضور حفل مراسم تنصيبهُ للرئاسة التركية، هذهِ بداية والآتي اكثر وسترون تأثير هذا الترابط على المنطقة إيجابياً!!

وكيف هذا الأمر يربك السيسي الطاغية !!

فلما يذكر البيان الختامي للقمة الخليجية انهُ مع خارطة الطريق التي رسمها السيسي هذا لا يعني ابداً ان الجميع مع خارطة الطريق واقعياً وفعلياً، ولكن دبلوماسياً ممكن القول ان الجميع مع خارطة الطريق وقد يكون ذلك لفترة معنية فقط!!

وانتبهوا الى كلمة الشيخ تميم في القمة الخليجية، ذكر مشاكل الأقليم وذكر فلسطين وسوريا واليمن وليبيا ولم يذكر مصر ابداً !
هذا جواب بالنسبة لي انه ليس مع خارطة الطريق فعلياً الذي ذكرهُ البيان الختامي للقمة!
تأمل جيدا.

وقد ترون وفد قطري رفيع المستوى يذهب دبلوماسياً لمصر، وهذا أمر طبيعي في السياسة الدولية، كما يذهب الجميع لأمريكا التي هي تقتل الشعب الفلسطيني وتحتل القدس بالكيان الصهيوني المحميّ من امريكا !!

وللعلم ودون شك ان أمن الخليج العربي لدى دول مجلس التعاون الخليجي أولى من الجميع ومن كل شيء، والخطر الإيراني يترصد بالخليج، وليس بعيداً ولا مستحيلاً ان تضع امريكا ايران بمقام شرطي المنطقة الخليجية في الخليج الفارسيّ كما تتدعي إيران!!، فمن الواجب ما كان في حكمة تميم آل ثاني ان تكون الدبلوماسية موحدةً بعض الشيء بالذات إتجاه المشهد المصري لرأب الصدع وإنهاء الخلاف الخليجي للتفرق للأخطار الجِسام على المنطقة الخليجية، وهذه حوكمة لا يقوم بها إلا الماهرون العارفون.

أحياناً تعود خطوة للوراء، حتى تتمكن من التقدم بعشر خطوات !

وفي عِلم السياسة ان ما يُقال في الإعلام الرسمي فالغالب ليس دقيقاً ولا فعلياً، وقد يكون ليس صحيحاً لمبدأ الدبلوماسية أو المصلحية أو للخطط المستقبلية.

بقلم/ صالح المزيد

الآن - رأي: صالح المزيد

تعليقات

اكتب تعليقك