التنسيق العسكري والأمني بين دول الخليج صار ضرورة!.. بنظر وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 517 مشاهدات 0


الراي

نسمات  /  أفرحونا في قمة الفرح

د. وائل الحساوي

 

تخطت دول مجلس التعاون الخليجي عشرات العقبات والمثبطات الى ان وصلت للاجتماع اليوم في قمتهم الـ 35 في الدوحة والتي اطلق عليها الامين العام لدول مجلس التعاون الزياني بحق قمة الفرح، فقد حبسنا انفاسنا شهوراً طويلة عندما بدأ التأزم بين دول الخليج ثم تطور الى استدعاء السفراء ثم تلته بعض التصريحات النارية التي قام بها بعض المسؤولين ضد بعض دول الخليج، وهذه مشكلتنا نحن العرب، كلما حدث سوء فهم بيننا، نجد من يصب الزيت على النار ويسعى لزيادة الفرقة بدلا من بذل الجهد للإصلاح! المهم اليوم هو ان يخطو القادة الخليجيون خطوات ايجابية نحو تدارك ما فات وفتح صفحة جديدة في العلاقات الخليجية!

لقد استطاع قادة دول الخليج بفضل الله تعالى انجاز الكثير من الانجازات خلال الفترة الماضية، منها ما رأينا ثمراته ومنها ما لا يزال على وشك التنفيذ، ومنها الهوية الموحدة للتنقل بين دول الخليج ومنها الربط الكهربائي والربط المائي والاتحاد الجمركي والسوق الخليجية المشتركة والعملة الموحدة ومنطقة التجارة الحرة والتملك العقاري ومشروع سكك الحديد الذي قطع شوطاً كبيراً.

بالطبع فإن طموحاتنا اكبر بكثير مما تم تحقيقه، ولكن (ما لا يدرك كله لا يترك جله) ونتوقع تحقيق الكثير باذن الله اذا استمر التعاون بين دول الخليج.

القضية الاهم اليوم هي ضرورة زيادة التنسيق العسكري والامني بين دول الخليج والسعي نحو دمج الجيوش الخليجية في ظل نظام متكامل لأن الوضع لم يعد يحتمل التفكك والتباعد، فها نحن نرى من حولنا كيف تتساقط الدول القوية وتتفكك، وكيف تبرز جماعات وتنظيمات مجرمة لا تتورع عن ممارسة اي جريمة من اجل تحقيق اهدافها.

وها نحن نرى العراق بالرغم من الجراح التي اثخنته فإن فئات من شعبه لا تزال تصر على الفتك بمن يخالفهم!

وها هي ايران وفروخها تحيط بنا إحاطة السوار بالمعصم ووزير خارجيتها ظريف يوزع الابتسامات يميناً وشمالاً بينما يفتكون بالضعفاء من شعوب الخليج دون رحمة! فهل ننتظر حتى يحين دورنا قبل ان ندرك بأن العالم لا يمكن ان يكون كله محباً لنا وان يبادلنا الشعور نفسه!

ان صدام حسين لم يستغرق اكثر من ساعتين قبل ان يلتهمنا، وفعلا فإن فضل الله تعالى كان هو السبب في اخراجنا من براثن الضبع المفترس! ما الذي يمنع من تشكيل جيش خليجي موحد ومن توقيع اتفاقية امنية موحدة بين دول الخليج تمنع من الاعتداء؟

حتى الاتفاقية الامنية الخليجية يجب اقرارها بعد تعديل بعض البنود فيها التي تتعارض مع سيادتنا الذاتية، فمن غير المعقول ان يتم رفضها كاملة بحجة تعارضها مع استقلالنا وسيادتنا على أرضنا !

الدول الاوروبية قد ضحت بالكثير من اجل تحقيق الوحدة بينها لأنها تدرك الفوائد المتعدية للوحدة في مقابل بعض التضحيات بالسيادة على اراضيها وبذل جزء من اموالها للآخرين، ولكنها في النهاية استفادت كثيرا من تلك الوحدة.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك