وافضيحتاه يا الكويت!.. يكتب وليد الغانم

زاوية الكتاب

كتب 954 مشاهدات 0


القبس

فضحتنا 'الشفافية' الدولية

وليد عبد الله الغانم

 

حلت الكويت في المركز الــ 67 عالمياً في مؤشر مدركات الفساد، والأخيرة خليجيا، وبحسب النتائج فقد كان بين الكويت والامارات وقطر اكثر من 40 دولة في الترتيب، حيث كان ترتيبهما 25 و26 على التوالي (القبس ـــ 2014/12/4) ولا نملك الا ان نقول وافضيحتاه!.. شكلياً، تتفوق الكويت على غالب الدول العربية باقرار الدستور وبالتنظيم والقوانين واستقلال الهيئات والفصل بين السلطات، وحرفياً أو واقعيا لا يوجد أثر حقيقي لتلك الميزات على الادارة العامة لمؤسسات الدولة، خاصة في اداء السلطة التنفيذية، وجاء تقييم الشفافية الدولية ليتوافق بصدق مع واقعنا الاداري المريض..

بالطبع، لم نكن نحتاج هذا التقييم لنعرف موقعنا العالمي، فنحن نعاين الفساد الاداري والمالي في كل يومياتنا، ووسائل الاعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي تصبّحنا وتمسينا بوقائع لا تنتهي لحالات الفساد والضبابية في الدولة بمختلف اشكالها، كالرشوة والاختلاس والاستفادة من المناصب وغموض الاجراءات والتمايز في تطبيق القانون والتنفع والتنفيع من الوظائف الحكومية والاثراء منها، وتفشي الواسطة وسوء ادارة المشاريع العامة واستغلال المواقع السياسية والهدر في الميزانية وعجز البرلمان عن القيام بواجباته التشريعية والرقابية، وهكذا اشكال وانواع من حالات الفساد نسمع عنها يوميا ونقع ضحية لنتائجها من دون ان نجد بوادر رسمية جادة لتصحيح المسار..

ماذا بعد هذا التقرير العالمي ونتيجته المسيئة لنا؟ هل ننتظر انتفاضة حكومية لتقويم المسار؟ هل تراجع مؤسسات الدولة المعنية كديوان المحاسبة ومجلس التخطيط وهيئة مكافحة الفساد وغيرها اسباب تأخر الكويت في هذا المؤشر وتحديد مواطن الضعف والانحراف لمعالجتها؟ هل يصعب علينا أن نتتبع الدول المتفوقة في هذا الجانب والاقتداء بتجاربها الناجحة في الشفافية والعدالة والتنمية الجدية؟ الا تستاهل الكويت ان يكون لها موقع متقدم بين دول العالم في الاصلاح والانجاز والتطوير والشفافية؟! ايهما أولى بالرفع والاهتمام ـــ يا ترى ـــ مركز الكويت في مؤشر الشفافية الدولية، أم رسوم فيزا الشينغن؟! من يجيبنا؟ ومن يطمئننا؟ ومن يعيد إلى الكويت مرتبتها اللائقة بها بين دول العالم؟ هل طلبنا شيئا لنا أو لأنفسنا؟ لقد طلبنا للكويت ولاهل الكويت، فمن يتصدى لهذه المطالب؟! «بس تكفون».. لا تشكلون لها لجنة.. والله الموفِّق.

* * *

• إضاءة تاريخية:

• 1947 النوخذة مبارك جاسم المباركي ـــ رحمه الله ـــ أول من أسقط القروض عن البحارة، وعددهم 100 بحار، والمبلغ 50 ألف ربية، وهو مبلغ خيالي في حينه، جزاه الله خيراً.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك